[ ص: 374 ] سورة الأنفال فيها خمس وعشرون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم الآية الأولى : قوله تعالى : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين } .
فيها عشر مسائل :
المسألة الأولى : في : روي أن سبب نزولها قال : نزلت في ثلاث آيات : النفل ، وبر الوالدين ، والثلث . سعد بن أبي وقاص
وروى عن أبيه قال : { مصعب بن سعد بدر جئت بسيف ; فقلت : يا رسول الله ; إن الله قد شفى صدري من المشركين ، أو نحو هذا ، هب لي هذا السيف . فقال : هذا ليس لك ولا لي فقلت : عسى أن يعطى هذا من لا يبلي بلائي ، فجاءني الرسول فقال : إنك سألتني وليس لي ، ولقد صار لي وهو لك } فنزلت : { إذا كان يوم يسألونك عن الأنفال } [ ص: 375 ] قال الترمذي : هو صحيح .
وروى أن { سعيد بن جبير ورجلا من سعد بن أبي وقاص الأنصار خرجا يتنفلان نفلا ، فوجدا سيفا ملقى يقال كان لأبي سعيد بن العاص ، فخرا عليه جميعا ، فقال : هو لي . وقال الأنصاري : هو لي ، فتنازعا في ذلك ، فقال الأنصاري : يكون بيني وبينك ، رأيناه جميعا وخررنا عليه جميعا . فقال : لا أسلمه إليك حتى نأتي رسول الله ، فلما عرضا عليه القصة قال : ليس لك يا سعد ولا للأنصاري ، ولكنه لي ، فنزلت : { سعد يسألونك عن الأنفال } فاتق الله يا والأنصاري ، وأصلحا ذات بينكما ، وأطيعا الله ورسوله سعد } .
يقول أسلم السيف إليه ، ثم نسخت بقوله : { واعلموا أنما غنمتم } .