قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير } .
فيها ثلاث عشرة مسألة :
المسألة الأولى : قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم } قد بينا القول في
nindex.php?page=treesubj&link=8434_8571_8417الغنيمة والفيء .
فأما الأحكاميون ، فقالوا : إن الغنيمة من الأموال المنقولة ، والفيء : الأرضون ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
وقيل : إن الغنيمة ما أخذ عنوة .
والفيء ما أخذ على صلح ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
وقيل : إن الفيء والغنيمة بمعنى واحد .
وأما قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد فصار إليه ; لأن الله ذكر الفيء في القرى ، وذكر الغنيمة مطلقا ، ففصل الفرق هكذا .
وأما قول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي فبناه على العرف ، وأن الغنيمة تنطلق في العرف على الأموال القهرية ، وينطلق الفيء عرفا على ما أخذ من غير قهر .
وليس الأمر كذلك ، بل الفيء عبارة عن كل ما صار للمسلمين من الأموال بقهر وبغير قهر .
[ ص: 401 ] وحقيقته أن الله خلق الخلق ليعبدوه ، وجعل الأموال لهم ليستعينوا بها على ما يرضيه ، وربما صارت في أيدي أهل الباطل ، فإذا صارت في أيدي أهل الحق فقد صرفها عن طريق الإرادة إلى طريق الأمر والعبادة .
قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاَللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاَللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .
فِيهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَسْأَلَةً :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ } قَدْ بَيَّنَّا الْقَوْلَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=8434_8571_8417الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ .
فَأَمَّا الْأَحْكَامِيُّونَ ، فَقَالُوا : إنَّ الْغَنِيمَةَ مِنْ الْأَمْوَالِ الْمَنْقُولَةِ ، وَالْفَيْءُ : الْأَرْضُونَ ; قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
وَقِيلَ : إنَّ الْغَنِيمَةَ مَا أُخِذَ عَنْوَةً .
وَالْفَيْءُ مَا أُخِذَ عَلَى صُلْحٍ ; قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ .
وَقِيلَ : إنَّ الْفَيْءَ وَالْغَنِيمَةَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ .
وَأَمَّا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ فَصَارَ إلَيْهِ ; لِأَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ الْفَيْءَ فِي الْقُرَى ، وَذَكَرَ الْغَنِيمَةَ مُطْلَقًا ، فَفَصَّلَ الْفَرْقَ هَكَذَا .
وَأَمَّا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ فَبَنَاهُ عَلَى الْعُرْفِ ، وَأَنَّ الْغَنِيمَةَ تَنْطَلِقُ فِي الْعُرْفِ عَلَى الْأَمْوَالِ الْقَهْرِيَّةِ ، وَيَنْطَلِقُ الْفَيْءُ عُرْفًا عَلَى مَا أُخِذَ مِنْ غَيْرِ قَهْرٍ .
وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ، بَلْ الْفَيْءُ عِبَارَةٌ عَنْ كُلِّ مَا صَارَ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ الْأَمْوَالِ بِقَهْرٍ وَبِغَيْرِ قَهْرٍ .
[ ص: 401 ] وَحَقِيقَتُهُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ لِيَعْبُدُوهُ ، وَجَعَلَ الْأَمْوَالَ لَهُمْ لِيَسْتَعِينُوا بِهَا عَلَى مَا يُرْضِيهِ ، وَرُبَّمَا صَارَتْ فِي أَيْدِي أَهْلِ الْبَاطِلِ ، فَإِذَا صَارَتْ فِي أَيْدِي أَهْلِ الْحَقِّ فَقَدْ صَرَفَهَا عَنْ طَرِيقِ الْإِرَادَةِ إلَى طَرِيقِ الْأَمْرِ وَالْعِبَادَةِ .