المسألة الثامنة : فإن قيل : و كيف جعل بعض الأزمنة أعظم حرمة من بعض ؟  قلنا : عنه جوابان :  [ ص: 500 ] 
أحدهما : أن الباري تعالى يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، ليس عليه حجر ، ولا لعمله علة ; بل كل ذلك بحكمة ، وقد يظهر للخلق وجه الحكمة فيه ، وقد يخفى . 
الثاني : أن معنى ذلك أن النفس مجبولة على اقتضاء الشهوات ، فلما وجبت عليه تكاليف المحرمات جعل بعضها أغلظ من بعض ، ليعتاد بكفها عن الأخف ، الكف عن الأغلظ ، ويجعل بعض الأزمنة والأمكنة أعظم حرمة من بعض ; ليعتاد في الخفيف الامتثال ، فيسهل عليه في الغليظ . والله أعلم . 
				
						
						
