الآية الثانية والعشرون قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم } .
قال العلماء : كان هذا سجود تحية لا سجود عبادة ، وهكذا كان سلامهم بالتكبير وهو الانحناء ، وقد نسخ الله في شرعنا ذلك ، وجعل الكلام بدلا عن الانحناء والقيام . ومنه الحديث : قال النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9434إذا أصبح ابن آدم كفرت أعضاؤه اللسان ، تقول له : اتق الله فينا ، فإنك إن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا } . فإن قيل : فما تقول في
nindex.php?page=treesubj&link=18181_18180_18155الإشارة بالإصبع ؟ قلنا : فيه ثلاثة أوجه :
[ ص: 78 ] أحدها : أن اللسان يكفي في السلام ، وأما حركة البدن أو شيء منه فلم يشرع في السلام ، لا تحريك يد [ ولا قدم ] ولا قيام بدن .
الثاني : أن
nindex.php?page=treesubj&link=18130رد السلام فرض ، وابتداؤه سنة في مشهور الأقوال ، ولكن يجوز
nindex.php?page=treesubj&link=18428_18076القيام للرجل الكبير بداءة إذا لم يؤثر ذلك في نفسه ، كما {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25482قال النبي لجلسائه حين جاء nindex.php?page=showalam&ids=37سعد : قوموا إلى سيدكم } ; فإن أثر فيه لم يجز عونه على ذلك ، لما روي : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36539من سره أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار } .
الثالث : أنه يجوز الإشارة بالإصبع إذا بعد عنك لتعين له أو به وقت السلام ، فإن كان دانيا فلا بأس بالمصافحة ، فقد {
صافح النبي صلى الله عليه وسلم جعفرا ، حين قدم من الحبشة } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34762ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما } خرجه
الترمذي وغيره ، وإن كان كره
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك المصافحة ; لأنه لم يرها أمرا عاما في الدين ، ولا شائعا بين الصحابة ، ولا منقولا نقل السلام ; ولو كان منه لاستوى معه ، وقد بيناه في شرح الحديث .
الْآيَةُ الثَّانِيَةُ وَالْعِشْرُونَ قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=100وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إخْوَتِي إنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } .
قَالَ الْعُلَمَاءُ : كَانَ هَذَا سُجُودَ تَحِيَّةٍ لَا سُجُودَ عِبَادَةٍ ، وَهَكَذَا كَانَ سَلَامُهُمْ بِالتَّكْبِيرِ وَهُوَ الِانْحِنَاءُ ، وَقَدْ نَسَخَ اللَّهُ فِي شَرْعِنَا ذَلِكَ ، وَجَعَلَ الْكَلَامَ بَدَلًا عَنْ الِانْحِنَاءِ وَالْقِيَامِ . وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9434إذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ كَفَّرَتْ أَعْضَاؤُهُ اللِّسَانَ ، تَقُولُ لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ فِينَا ، فَإِنَّك إنْ اسْتَقَمْت اسْتَقَمْنَا ، وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا } . فَإِنْ قِيلَ : فَمَا تَقُولُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=18181_18180_18155الْإِشَارَةِ بِالْإِصْبَعِ ؟ قُلْنَا : فِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
[ ص: 78 ] أَحَدُهَا : أَنَّ اللِّسَانَ يَكْفِي فِي السَّلَامِ ، وَأَمَّا حَرَكَةُ الْبَدَنِ أَوْ شَيْءٍ مِنْهُ فَلَمْ يُشْرَعْ فِي السَّلَامِ ، لَا تَحْرِيكُ يَدٍ [ وَلَا قَدَمٍ ] وَلَا قِيَامُ بَدَنٍ .
الثَّانِي : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18130رَدَّ السَّلَامِ فَرْضٌ ، وَابْتِدَاؤُهُ سُنَّةٌ فِي مَشْهُورِ الْأَقْوَالِ ، وَلَكِنْ يَجُوزُ
nindex.php?page=treesubj&link=18428_18076الْقِيَامُ لِلرَّجُلِ الْكَبِيرِ بُدَاءَةً إذَا لَمْ يُؤَثِّرْ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ ، كَمَا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25482قَالَ النَّبِيُّ لِجُلَسَائِهِ حِينَ جَاءَ nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدٌ : قُومُوا إلَى سَيِّدِكُمْ } ; فَإِنْ أَثَّرَ فِيهِ لَمْ يَجُزْ عَوْنُهُ عَلَى ذَلِكَ ، لِمَا رُوِيَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36539مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ } .
الثَّالِثُ : أَنَّهُ يَجُوزُ الْإِشَارَةُ بِالْإِصْبَعِ إذَا بَعُدَ عَنْك لِتُعَيِّنَ لَهُ أَوْ بِهِ وَقْتَ السَّلَامِ ، فَإِنْ كَانَ دَانِيًا فَلَا بَأْسَ بِالْمُصَافَحَةِ ، فَقَدْ {
صَافَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرًا ، حِينَ قَدِمَ مِنْ الْحَبَشَةِ } ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34762مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إلَّا غُفِرَ لَهُمَا } خَرَّجَهُ
التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ ، وَإِنْ كَانَ كَرِهَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ الْمُصَافَحَةَ ; لِأَنَّهُ لَمْ يَرَهَا أَمْرًا عَامًّا فِي الدِّينِ ، وَلَا شَائِعًا بَيْنَ الصَّحَابَةِ ، وَلَا مَنْقُولًا نَقْلَ السَّلَامِ ; وَلَوْ كَانَ مِنْهُ لَاسْتَوَى مَعَهُ ، وَقَدْ بَيَّنَّاهُ فِي شَرْحِ الْحَدِيثِ .