المسألة الثالثة قال : ما كنت أعلم ابن عباس في القرآن حتى سمعت الله يقول { صلاة الضحى يسبحن بالعشي والإشراق } وعلى هذا جاء قوله أيضا في أحد التأويلات ، { يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال } [ ص: 33 ]
والأصح هاهنا أنها صلاة الضحى والعصر ، فأما صلاة الضحى فهي في هذه الآية نافلة مستحبة ، وهي في الغداة بإزاء العصر في العشي ، لا ينبغي أن تصلى حتى تبيض الشمس طالعة ، ويرتفع كدرها ، وتشرق بنورها ، كما لا تصلى العصر إذا اصفرت الشمس .
ومن الناس من يبادر بها قبل ذلك استعجالا لأجل شغله ، فيخسر عمله ; لأنه يصليها في الوقت المنهي عنه ، ويأتي بعمل هو عليه لا له .