[ ص: 84 ] سورة الزخرف فيها ست آيات
قوله تعالى : { وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه } .
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : قوله : { وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون } يعني بذلك الإبل دون البقر ; لأن البقر لم تخلق لتركب .
والدليل عليه الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { وأبو بكر ، وما هما في القوم وعمر } . المسألة الثانية : قوله : { بينما رجل راكب بقرة إذ قالت له : إني لم أخلق لهذا ، وإنما خلقت للحرث . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آمنت بذلك أنا لتستووا على ظهوره } يعني الإبل خاصة ; لأن الفلك إنما تركب بطونها ، ولكنه ذكرهما جميعا في أول الآية ، وعطف أحدهما على آخرهما . ويحتمل أن يجعل ظاهرها باطنها ; لأن الماء غمره وستره ، وباطنها ظاهر ; لأنه انكشف للراكبين وظهر للمبصرين .