فيها مسألتان : المسألة الأولى في المراد بها ، فقيل : إنهم اليهود ، وقيل : هم المنافقون ; وهو الأصح لوجهين : أحدهما أن الآيات مبتدأة بذكرهم قال تعالى : { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب } إلى قوله : { الظالمين } .
وعد عبد الله بن أبي اليهود بالنصر ، وضمن لهم أن بقاءه ببقائهم وخروجه بخروجهم ، فلم يكن ذلك ولا وفى به ، بل أسلمهم وتبرأ منهم ، فكان كما قال تعالى : { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين } فغر أولا ، وكذب آخرا .
الثاني : أن اليهود والمنافقين كانت قلوبهم واحدة على معاداة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن لإحداهما فئة تخالف الأخرى في ذلك .
والشتى : هي المتفرقة قال الشاعر :
إلى الله أشكو نية شقت العصا هي اليوم شتى وهي بالأمس جمع