أجالت حصاهن الذواري وحيضت عليهن حيضات السيول الطواحم
وهو عبارة عن الدم الذي يرخيه الرحم فيفيض ، ولها ثمانية أسماء : الأول : حائض . الثاني : عارك . الثالث : فارك . الرابع : طامس . الخامس : دارس . السادس : كابر . السابع : ضاحك . الثامن : طامث .قال في قوله تعالى : { مجاهد فضحكت } يعني حاضت . وقال الشاعر :
ويهجرها يوما إذا هي ضاحك
وقال أهل التفسير : { فلما رأينه أكبرنه } يعني حضن ، وأنشدوا في ذلك : [ ص: 222 ]يأتي النساء على أطهارهن ولا يأتي النساء إذا أكبرن إكبارا
وقد يأتي المفعل بكسر العين للزمان ، كقولنا : مضرب الناقة أي زمان ضرابها .
وقد يبنى المصدر أيضا عليه ، إلا أن الأصل ما تقدم . وذلك لقوله تعالى : { إلى الله مرجعكم } أي رجوعكم ، ولقوله تعالى : { ويسألونك عن المحيض } أي عن الحيض .
وإذا علمت هذا من قولهم ، فالصحيح عندي أن كل فعل لا بد لكل متعلق من متعلقاته من بناء يختص به قصدا للتمييز بين المعاني بالألفاظ المختصة بها ، وهي سبعة : الفاعل ، والمفعول ، والزمان ، والمكان ، وأحوال الفعل الثلاثة من ماض ، ومستقبل ، وحال ، ويتداخلان ، ثم يتفرع إلى عشرة وإلى أكثر منها بحسب تزايد المتعلقات .
وكل واحد من هذه الأبنية يتميز بخصصيته اللفظية عن غيره تميزه بمعناه ، وقد يتميز ببنائه في حركاته وتردداته المتصلة وتردداته المنفصلة ، كقولك : معه ، وله ، وبه ، وغير ذلك .
فإذا وضع العربي أحدهما موضع الآخر جاز ، وهذا على جهة الاستعارة ، وهذا بين للمنصف استقصيناه من كتاب ملجئة المتفقهين إلى معرفة غوامض النحويين " ; فإذا ثبت هذا وقلت معنى قوله تعالى : { ويسألونك عن [ ص: 223 ] المحيض } زمان الحيض صح ، ويكون حينئذ مجازا على تقدير محذوف دل عليه السبب الذي كان السؤال بسببه ، تقديره : ويسألونك عن الوطء في زمان الحيض .
وإن قلت : إن معناه موضع الحيض كان مجازا في مجاز على تقدير محذوفين تقديره : { ويسألونك عن المحيض } أي : عن الوطء في موضع الحيض حالة الحيض ; لأن أصل اسم الموضع يبقى عليه وإن زال الذي لأجله سمي به ; فلا بد من تقدير تحقيق في هذا الاحتمال ، لظهور المجاز فيه .
وإن قلت معناه : ويسألونك عن الحيض ، كان مجازا على تقدير محذوف واحد ، تقديره : ويسألونك عن منع الحيض ; وهذا كله متصور متقرر على رواية مجاهد وثابت بن الدحداحة ، وحديث متقدر عليها كلها تقديرا صحيحا ; فيتبين عند التنزيل فلا يحتاج إلى بسطه بتطويل . أنس