المسألة الثانية روى ، عن سعيد بن جبير ، قال : { ابن عباس انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ، فقالوا : ما حال بيننا وبين خبر السماء إلا حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، تتبعون ما هذا الخبر الذي حال بينكم وبين خبر السماء ; فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له ، فقالوا : هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء . [ ص: 271 ] قال : فهناك رجعوا إلى قومهم ، وقالوا : يا قومنا ; { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } فأنزل الله تعالى على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } وإنما أوحي إليه قول الجن . }
قال : قول الجن لقومهم : { ابن عباس لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } ; قال : لما رأوه وأصحابه يصلون بصلاته ، ويسجدون بسجوده قال : فتعجبوا من طواعية أصحابه له ، قالوا لقومهم : { لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا } . صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه للترمذي ولفظ : قال البخاري ، عن سعيد بن جبير قال : { ابن عباس سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين ، فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ، وأرسلت علينا الشهب . قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا حدث ، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء . قال : فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة ، وهو عامد إلى سوق عكاظ ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر . فلما سمعوا القرآن سمعوا له ، فقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء ، فهنالك رجعوا إلى قومهم ، فقالوا : يا قومنا { إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا } . وأنزل الله على نبيه : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } . وإنما أوحي إليه قول الجن } . انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى
وفي الصحيح عن علقمة قال : { : هل صحب النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد ؟ قال : ما صحبه منا أحد ; ولكن افتقدناه ذات ليلة وهو لابن مسعود بمكة ، فقلنا : اغتيل ، استطير ، ما فعل به ؟ فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح إذا نحن به من قبل حراء . قال : فذكروا له الذي كانوا فيه قال : فقال : أتاني داعي الجن ، فأتيتهم فقرأت عليهم القرآن فانطلق فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . } [ ص: 272 ] قلت أعرف بالأمر من وابن مسعود ; لأنه شاهده ، ابن عباس سمعه ; وليس الخبر كالمعاينة . وابن عباس