[ ص: 278 ] المسألة الرابعة مع أن المساجد لله لا يذكر فيها غير الله فإنه تجوز ، ويجوز وضع الصدقات فيها على رسم الاشتراك بين المساكين ، فكل من جاء أكل ، ويجوز حبس الغريم فيها ، وربط الأسير ، والنوم فيها ، وسكنى المريض فيها ، وفتح الباب للجار ، وإنشاء الشعر فيها إذا عري عن الباطل ، ولا نبالي أن يكون غزلا ، وقد بينا ذلك في موضعه . المسألة الخامسة قوله : { القسمة للأموال فيها فلا تدعوا مع الله أحدا } هذا توبيخ للمشركين في دعواهم مع الله غيره في المسجد الحرام ، وهو لله اصطفاه لهم ، واختصهم به ، ووضعه مسكنا لهم .
وأحياه بعد الممات على يد أبيهم ، وعمره من الخراب بسلفهم ، وحين بلغت الحالة إليهم كفروا هذه النعمة ، وأشركوا بالله غيره ، فنبه الله ورسوله عليهم ، وأوعز على لسانه إليهم به ، وأمرهم بإقامة الحق فيه ، وإخلاص الدعوة لله بمعالمه .