المسألة السابعة : قوله تعالى : { وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا } قال علماؤنا : إنما ; لأنه المقر به الملتزم له ، فلو قال الذي له الحق : لي كذا وكذا لم ينفع حتى يقر له الذي عليه الحق ، فلأجل ذلك كانت البداءة به ; لأن القول قوله ، وإلى هذه النكتة وقعت الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : { أملى الذي عليه الحق } ، على نحو ما تقدم في قوله تعالى : { البينة على من ادعى واليمين على من أنكر ولا يحل لهن [ ص: 330 ] أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن }
وفي هذه الآية أيضا نحو منه ، وهو قوله تعالى : { ولا تكتموا الشهادة } لما كان القول قولهن في الذي تشتمل عليه أرحامهن ، وقول الشاهد أيضا فيما وعاه قلبه من علم ما عنده مما بينهما من التنازع .