الآية السابعة قوله تعالى : { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } فيها أربع مسائل :
المسألة الأولى : في : واختلف فيه نقل المفسرين على روايتين : [ ص: 358 ] الأولى : روي أن كيفية فعلهم زكريا قال : أنا أحق بها ، خالتها عندي . وقال بنو إسرائيل : نحن أحق بها ، بنت عالمنا ، فاقترعوا عليها بالأقلام ، وجاء كل واحد بقلمه ، واتفقوا أن يجعلوا الأقلام في الماء الجاري ، فمن وقف قلمه ولم يجر في الماء فهو صاحبها . قال النبي عليه السلام : { زكريا } كانت آية ; لأنه نبي تجري الآيات على يده . فجرت الأقلام وعال قلم
الثاني : أن زكريا كان يكفلها حتى كان عام مجاعة فعجز وأراد منهم أن يقترعوا ، فاقترعوا ، فوقعت القرعة عليهم لما أراد الله من تخصيصه بها . ويحتمل أن تكون أنها لما نذرتها لله تخلت عنها حين بلغت السعي ، واستقلت بنفسها ، فلم يكن لها بد من قيم ، إذ لا يمكن انفرادها بنفسها ، فاختلفوا فيه فكان ما كان .