المسألة الثالثة : قوله تعالى : { فثم وجه الله }
قيل : معناه فثم الله ، هذا يدل على ، لاستحالة ذلك عليه ، وأنه في كل مكان بعلمه وقدرته . نفي الجهة والمكان عنه تعالى
وقيل : معناه فثم قبلة الله ، ويكون الوجه اسما للتوجه .
[ ص: 54 ] وتحقيق القول فيه : أن الله تعالى أمر بالصلاة عبادة ، وفرض فيها الخشوع استكمالا للعبادة ، وألزم الجوارح السكون ، واللسان الصمت إلا عن ذكر الله تعالى ، ونصب البدن إلى جهة واحدة ; ليكون ذلك أنفى للحركات ، وأقعد للخواطر ، وعينت له جهة الكعبة تشريفا له .
وقيل له : إن الله سبحانه قبل وجهك ، معناه أنك قصدت التوجه إلى الله تعالى ، وقد عين لك هذا الصوب ، فهنالك تجد ثوابك ، وتحمد إيابك .