الآية الثالثة عشرة قوله تعالى : { كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين    }  [ ص: 369 ] فيها ثلاث مسائل : 
المسألة الأولى : سبب نزولها  ، وفيه ثلاثة أقوال : الأول : روي أن اليهود  أنكروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم تحليل لحوم الإبل ، فأخبر الله بتحليلها لهم حتى حرمها إسرائيل  على نفسه . 
المعنى : إني لم أحرمها عليكم ، وإنما كان إسرائيل  هو الذي حرمها على نفسه . 
الثاني : أن عصابة من اليهود  جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له : يا أبا القاسم    ; أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل  على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ؟ فقال : { أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى  ، هل تعلمون أن إسرائيل  مرض مرضا شديدا طال سقمه فيه فنذر لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن الطعام والشراب إليه ، وكان أحب الطعام والشراب إليه لحوم الإبل وألبانها ؟   } فقالوا : اللهم نعم : قال : { فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين في دعواكم أن الله سبحانه أنزل تحريم ذلك فيها   } . رواه الطبري    . 
الثالث : أنها نزلت في نفر من اليهود  جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم برجل وامرأة زنيا ، فرجمهما النبي صلى الله عليه وسلم على ما يأتي بيانه في سورة المائدة إن شاء الله تعالى . فأما نزولها في رجم اليهود  فيأباه ظاهر اللفظ ، وأما سائرها فمحتمل ، والله أعلم . 
				
						
						
