[ ص: 383 ] المسألة الثانية : في هذه الآية وفي التي بعدها وهي قوله : { كنتم خير أمة أخرجت للناس    } دليل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية  ، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نصرة الدين بإقامة الحجة على المخالفين ، وقد يكون فرض عين إذا عرف المرء من نفسه صلاحية النظر والاستقلال بالجدال ، أو عرف ذلك منه . 
المسألة الثالثة : في مطلق قوله تعالى : { ولتكن منكم أمة    }  دليل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض يقوم به المسلم ، وإن لم يكن عدلا ، خلافا للمبتدعة  الذين يشترطون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العدالة . وقد بينا في كتب الأصول أن شروط الطاعات لا تثبت إلا بالأدلة ، وكل أحد عليه فرض في نفسه أن يطيع ، وعليه فرض في دينه أن ينبه غيره على ما يجهله من طاعة أو معصية ، وينهاه عما يكون عليه من ذنب . وقد بيناه في الآية الأولى قبلها . 
				
						
						
