المسألة الثانية : قوله : ( ) هذه لفظة وردت في الآية التي قبلها ، وهي مرتبطة بها سنذكرها معها ، فأردنا أن [ ص: 610 ] نقدم شرح اللفظة ، لتكون إلى جانب أختها . وفيه اختلاف وإشكال ، وللعلماء فيه ثلاثة أقوال : مراغما كثيرا
الأول : المراغم : المذهب قال ابن القاسم : سمعت يقول : المراغم الذهاب في الأرض . مالكا
الثاني : المراغم : المتحول ، يعزى إلى . ابن عباس
الثالث : المراغم : المندوحة . قال : وهذه الأقوال تتقارب . مجاهد
واختلف في اشتقاقها ، فقالت طائفة : هو مأخوذ من الرغام بفتح الراء والغين المعجمة ، وهو التراب .
وقالت أخرى : هو مأخوذ منه بضم الراء ، وهو ما يسيل من أنف الشاة . والرغام بضم الراء يرجع إلى الرغام بفتحها ; لأن من كره رجلا قصد ذله ، وأن يكبه الله على وجهه ، حتى يقع أنفه على الرغام ، وهو التراب ، فضرب المثل به ، حتى يقال : أرغم الله أنفه ، وأفعل كذا وإن رغم أنفه ، ثم سمي بعد ذلك الأنف وما يسيل منه به . وتحقيقه أن اللفظة ترجع إلى الرغام بفتح الراء . المعنى : ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مكانا للذهاب ، وضرب التراب له مثلا ; لأنه أسهل أنواع الأرض .