الآية الثانية : قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم  [ ص: 19 ] فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب    } . فيها سبع مسائل : 
المسألة الأولى   { شعائر    } : وزنها فعائل ، واحدتها شعيرة    ; فيها قولان : 
أحدهما : أنه الهدي . 
الثاني : أنه كل متعبد ; منها الحرام في قول السدي  ، ومنها اجتناب سخط الله في قول  عطاء    . ومنها مناسك الحج في قول  ابن عباس   ومجاهد    . 
وقال علماء النحويين : هو من أشعر : أي : أعلم ; وهذا فيه نظر ; فإن فعيلا بمعنى مفعول بأن يكون من فعل لا من أفعل ، ولكنه جرى على غير فعله كمصدر جرى على غير فعله ، وقد بيناه في رسالة الملجئة . 
والصحيح من الأقوال هو الثاني ، وأفسدها من قال : إنه الهدي ; لأنه قد تكرر فلا معنى لإبهامه والتصريح بعد ذلك به . 
				
						
						
