الآية السابعة والعشرون :
قوله تعالى : { أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي إليه تحشرون } .
فيها ثلاث عشرة مسألة :
المسألة الأولى : قوله { صيد البحر أحل لكم } : عام في المحل والمحرم على ما تقدم بيانه من جهة التقسيم والتنويع قبل هذا .
المسألة الثانية : قوله : { البحر } هو كل ماء كثير ، وأصله الاجتماع ، ولذلك سميت المدائن بحارا . ويقال للبلدة : [ ص: 196 ] البحرة والبحيرة ; لاجتماع الناس فيها ; وقد قيل في قوله تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر } : إن البحر البلاد ، والبر الفيافي والقفار .
وفائدته أن الله سبحانه خلق برا وبحرا وهواء ، وجعل لكل مخلوق من هذه المخلوقات الثلاثة عمارة ، فعمارة الهواء الطير ، وعمارة الماء الحيتان ، وعمارة الأرض سائر الحيوان ، وجعل كل ذلك مباحا للإنسان على شروط وتنويع ، هي مبينة في مسائل الأحكام لقوله تعالى : { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا } .