الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=22739باب في الدعاء والذكر بعد الصلاة
803 - ( عن nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=27622كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا وقال : اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام } . رواه الجماعة إلا nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ) .
قوله : ( إذا انصرف ) قال النووي : المراد بالانصراف السلام . قوله : ( استغفر ثلاثا ) فيه nindex.php?page=treesubj&link=22739مشروعية الاستغفار ثلاثا . وقد استشكل استغفاره صلى الله عليه وسلم مع أنه مغفور له . قال ابن سيد الناس : هو وفاء بحق العبودية وقيام بوظيفة الشكر كما قال : " أفلا أكون عبدا شكورا " وليبين للمؤمنين سنته فعلا كما بينها قولا في الدعاء والضراعة ليقتدى به في ذلك
قوله : ( أنت السلام ومنك السلام ) السلام الأول من أسماء الله تعالى والثاني السلامة . قوله : ( تباركت ) تفاعلت من البركة وهي الكثرة والنماء
ومعناه : تعاظمت إذ كثرت صفات جلالك وكمالك .
804 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=14عبد الله بن الزبير أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم . لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=28163وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ) .
قوله ( في دبر كل صلاة ) بضم الدال على المشهور في اللغة والمعروف في الروايات [ ص: 354 ] قاله النووي . وقال أبو عمر المطرز في كتاب اليواقيت : دبر كل شيء بفتح الدال : آخر أوقاته من الصلاة وغيرها ، قال : هذا هو المعروف في اللغة وأما الجارحة فبالضم . وقال الداودي عن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : دبر الشيء بالضم والفتح : آخر أوقاته والصحيح الضم كما قال النووي ولم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري وآخرون غيره .
وفي القاموس : الدبر بضمتين : نقيض القبل ومن كل شيء عقبه وبفتحتين الصلاة في آخر وقتها قوله : ( حين يسلم ) فيه أنه ينبغي أن يكون هذا الذكر واليا للسلام مقدما على غيره لتقييد القول به بوقت التسليم
والحديث يدل على مشروعية هذا الذكر بعد الصلاة مرة واحدة لعدم ما يدل على التكرار .
805 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة { nindex.php?page=hadith&LINKID=4226أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد } . متفق عليه ) . قوله : " في دبر " تقدم ضبطه وتفسيره .
قوله : ( له الملك وله الحمد ) قال الحافظ في الفتح : زاد nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق أخرى عن المغيرة : " يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير إلى قدير " ورواته موثقون وثبت مثله عند nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف بسند صحيح لكن في القول إذا أصبح وإذا أمسى انتهى . قوله : ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) قد تقدم ضبط ذلك وتفسيره في باب ما يقول في رفعه من الركوع
والحديث يدل على مشروعية هذا الذكر بعد الصلاة ، وظاهره أنه يقول ذلك مرة ، ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة أنه كان يقول : الذكر المذكور ثلاث مرات . قال الحافظ في الفتح : وقد اشتهر على الألسنة في الذكر المذكور زيادة " ولا راد لما قضيت " وهو في مسند nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن عبد الملك بهذا الإسناد لكن حذف قوله : " ولا معطي لما منعت " ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني تاما من وجه آخر .
806 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=18488خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل ، يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ، ويكبره عشرا ، ويحمده عشرا } . قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها [ ص: 355 ] بيده فتلك خمسون ومائة باللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان ، وإذا أوى إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة مرة ، فتلك مائة باللسان ، وألف بالميزان رواه الخمسة وصححه الترمذي )
الحديث ذكره الترمذي في الدعوات وزاد فيه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بعد قوله " ( وألف بالميزان " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=23447فأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمس مائة سيئة : قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف لا يحصيها ؟ قال : إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته يقول اذكر كذا اذكر كذا ويأتيه عند منامه فينيمه ) } . قوله : ( خصلتان ) هما المفسرتان بقوله في الحديث : " يسبح الله " وبقوله : " وإذا أوى إلى فراشه " . قوله : ( يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ) اعلم أن الأحاديث وردت بأعداد مختلفة في التسبيح والتكبير والتحميد وسنشير ههنا إليها
أما التسبيح فورد كونه عشرا كما في حديث الباب وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=8 . وعلي بن أبي طالب عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وأم مالك الأنصارية عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، وورد ثلاثا وثلاثين كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وحديث nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند الشيخين ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي . وورد خمسا وعشرين كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا
وورد إحدى عشرة كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار . وورد ستا كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس . وورد مرة كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أيضا عند nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار . وورد سبعين كما في حديث أبي زميل عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير ، وفي إسناده جهالة . وورد مائة كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وفيه يعقوب بن عطاء بن أبي رباح وهو ضعيف .
وأما التكبير فورد كونه أربعا وثلاثين كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي كما تقدم في التسبيح nindex.php?page=showalam&ids=3، وأبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في بعض الروايات ، وأبي ذر عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، وعند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي . ورد ثلاثا وثلاثين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند الشيخين . وعن رجل من الصحابة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في عمل اليوم والليلة . وورد خمسا وعشرين . كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت nindex.php?page=showalam&ids=12، وعبد الله بن عمر عند من تقدم في التسبيح خمس وعشرون . وورد إحدى عشرة كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار كما تقدم في التسبيح ، وعشرا كما في حديث الباب
وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي وأم مالك عند من تقدم [ ص: 356 ] في تسبيح هذا المقدار ومائة كما في حديث من ذكرنا في تسبيح هذا المقدار عند من تقدم . وأما التحميد فورد كونه ثلاثا وثلاثين ، وخمسا وعشرين ، وإحدى عشرة ، وعشرا ومائة كما في الأحاديث المذكورة في أعداد التسبيح وعند من رواها . وكل ما ورد من هذه الأعداد فحسن إلا أنه ينبغي الأخذ بالزائد فالزائد
قوله : ( فتلك خمسون ومائة باللسان ) وذلك لأن بعد كل صلاة من الصلوات الخمس ثلاثين تسبيحة وتحميدة وتكبيرة وبعد جميع الخمس الصلوات مائة وخمسين ، وقد صرح بهذا nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في عمل اليوم والليلة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص بلفظ { ما يمنع أحدكم أن يسبح دبر كل صلاة عشرا ويكبر عشرا ويحمد عشرا ، فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة } ثم ساق الحديث بنحو حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر
قوله : ( وألف وخمسمائة في الميزان ) وذلك لأن الحسنة بعشرة أمثالها ، فيحصل من تضعيف المائة والخمسين عشر مرات ألف وخمسمائة . قوله : ( وألف بالميزان ) لمثل ما تقدم والحديث يدل على مشروعية nindex.php?page=treesubj&link=22739التسبيح والتكبير والتحميد بعد الفراغ من الصلاة المكتوبة وتكريره عشر مرات
قال العراقي في شرح الترمذي : كان بعض مشايخنا يقول : إن هذه الأعداد الواردة عقب الصلاة أو غيرها من الأذكار الواردة في الصباح والمساء وغير ذلك إذا ورد لها عدد مخصوص مع ثواب مخصوص فزاد الآتي بها في أعدادها عمدا لا يحصل ذلك الثواب الوارد على الإتيان بالعدد الناقص فلعل لتلك الأعداد حكمة وخاصية تفوت بمجاوزة تلك الأعداد وتعديها ولذلك نهى عن الاعتداء في الدعاء وفيما قاله نظر لأنه قد أتى بالمقدار الذي رتب على الإتيان به ذلك الثواب ، فلا تكون الزيادة عليه مزيلة له بعد الحصول بذلك العدد الوارد
وقد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يدل على ذلك ، ففي الصحيحين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36970من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك } الحديث nindex.php?page=showalam&ids=17080 . ولمسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36944من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه } وقد يقال إن هذا واضح في الذكر الواحد الوارد بعدد مخصوص
وأما الأذكار التي يعقب كل عدد منها عدد مخصوص من نوع آخر كالتسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلوات فقد يقال إن الزيادة في كل عدد زيادة لم يرد بها نص يقطع التتابع بينه وبين ما بعده من الأذكار وربما كان لتلك الأعداد المتوالية حكمة خاصة فينبغي أن لا يزاد فيها على العدد المشروع
قال [ ص: 357 ] العراقي : وهذا محتمل لا تأباه النصوص الواردة في ذلك وفي التعبد بالألفاظ الواردة في الأذكار والأدعية كقوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=48للبراء : " قل ونبيك الذي أرسلت " انتهى . وهذا مسلم في التعبد بالألفاظ لأن العدول إلى لفظ آخر لا يتحقق معه الامتثال . وأما الزيادة في العدد فالامتثال متحقق لأن المأمور به قد حصل على الصفة التي وقع الأمر بها وكون الزيادة مغيرة له غير معقول . وقيل : إن نوى عند الانتهاء إليه امتثال الأمر الوارد أتى بالزيادة فقد حصل الامتثال ، وإن زاد بغير نية لم يعد ممتثلا
807 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص أنه كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول : { nindex.php?page=hadith&LINKID=28163إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، وأعوذ بك من عذاب القبر } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري والترمذي وصححه ) .
قوله : ( من البخل ) بضم الباء الموحدة وإسكان الخاء معجمة وبفتحها وبضمها وبفتح الباء وإسكان الخاء ضد الكرم ، ذكر معنى ذلك في القاموس ، وقد قيده بعضهم في الحديث بمنع ما يجب إخراجه من المال شرعا أو عادة ، ولا وجه له لأن البخل بما ليس بواجب من غرائز النقص المضادة للكمال ، فالتعوذ منها حسن بلا شك فالأولى تبقية الحديث على عمومه وترك التعرض لتقييده بما لا دليل عليه
قوله : ( والجبن ) بضم الجيم وسكون الباء وتضم : المهابة للأشياء والتأخر عن فعلها ، وإنما تعوذ منه صلى الله عليه وسلم لأنه يؤدي إلى عدم الوفاء بفرض الجهاد والصدع بالحق وإنكار المنكر ويجر إلى الإخلال بكثير من الواجبات . قوله : ( إلى أرذل العمر ) هو البلوغ إلى حد في الهرم يعود معه كالطفل في سخف العقل وقلة الفهم وضعف القوة
قوله : ( من فتنة الدنيا ) هي الاغترار بشهواتها المفضي إلى ترك القيام بالواجبات ، وقد تقدم الكلام على ذلك في شرح حديث التعوذ من الأربع ، لأن فتنة الدنيا هي فتنة المحيا . قوله : ( من عذاب القبر ) قد تقدم شرحه في شرح حديث التعوذ من الأربع أيضا وإنما خص صلى الله عليه وسلم هذه المذكورات بالتعوذ منها لأنها من أعظم الأسباب المؤدية إلى الهلاك باعتبار ما يتسبب عنها من المعاصي المتنوعة
808 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول { nindex.php?page=hadith&LINKID=10223إذا صلى الصبح حين يسلم : اللهم إني أسألك علما نافعا ، ورزقا طيبا ، وعملا متقبلا } . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) . [ ص: 358 ] الحديث أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17170موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في سننه عن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة بهذا الإسناد ورجاله ثقات لولا جهالة مولى أم سلمة ، وإنما قيد العلم بالنافع والرزق بالطيب والعمل بالمتقبل لأن كل علم لا ينفع فليس من عمل الآخرة وربما كان من ذرائع الشقاوة ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع وكل رزق غير طيب موقع في ورطة العقاب وكل عمل غير متقبل إتعاب للنفس في غير طائل . اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ورزق لا يطيب وعمل لا يتقبل
809 - ( وعن أبي أمامة قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=17764قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع ؟ قال : جوف - الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات } . رواه الترمذي ) . الحديث حسنه الترمذي وهو من طريق محمد بن يحيى الثقفي المروزي عن nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة عنه صلى الله عليه وسلم ، وفيه تصريح بأن جوف الليل ودبر الصلوات المكتوبات من أوقات الإجابة
وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11980إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة } فيمكن أن يقيد مطلق جوف الليل المذكور في حديث الباب بساعة من ساعاته كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر . وقد وردت أذكار عقب الصلوات غير ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13028المصنف . منها حديث أبي أمامة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان قال :
قال رسول الله : { nindex.php?page=hadith&LINKID=105912من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت } وزاد nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وقل هو الله أحد . ومنها ما أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=14998كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة : اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أنك أنت الرب وحدك لا شريك لك اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك ، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العباد كلهم إخوة اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة من الدنيا والآخرة يا ذا الجلال والإكرام ، اسمع واستجب الله أكبر الأكبر اللهم نور السموات والأرض الله أكبر الأكبر حسبي ونعم الوكيل الله أكبر الأكبر } وفي إسناده داود الطفاوي ، قال ابن معين : ليس بشيء
وأخرج أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=27663كان [ ص: 359 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة قال : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر } وأخرجه الترمذي أيضا وقال : حديث حسن صحيح . وأخرج أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي والترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر { nindex.php?page=hadith&LINKID=2200أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة } قال الترمذي : حديث غريب
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء { nindex.php?page=hadith&LINKID=53412أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد الصلاة : رب قني عذابك يوم تبعث عبادك } . ومنها عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط بلفظ : { nindex.php?page=hadith&LINKID=14993كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل أعذني من حر النار وعذاب القبر } . ومنها عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الكبير بلفظ : { nindex.php?page=hadith&LINKID=14812اللهم أصلح لي ديني ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي } وعند الترمذي : { nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=180سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين } وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد
وعند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : { nindex.php?page=hadith&LINKID=4010أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى وفرغ من صلاته يمسح بيمينه على رأسه ويقول : بسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم والحزن } وعند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي التهليل مائة مرة ، هذه الأذكار وردت في أدبار الصلوات غير مقيدة ببعضها . وورد عقب المغرب والفجر بخصوصهما عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36965من قال قبل أن ينصرف منهما لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات كتب له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات وكان يومه في حرز من الشيطان }
وبعدهما أيضا " قبل أن يتكلم " عند أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه " اللهم أجرني من النار سبع مرات " وعقب صلاة الفجر عند الترمذي وقال : حسن صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36961من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات ، ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله عز وجل } وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وزاد فيه :
" بيده الخير " وعقب المغرب عند الترمذي وحسنه nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث عمارة بن شبيب قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36970من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على أثر المغرب ، بعث الله له ملائكة يحفظونه من الشيطان الرجيم حتى يصبح . ويكتب له بها عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقبات مؤمنات } وفي إسناده رشدين بن سعد وفيه مقال .