الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=1619_23459 1035 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=14498الصلاة في جماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة ، فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة } رواه أبو داود ) .
الحديث أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ، قال أبو داود : قال nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=20774صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على صلاته في الجماعة } وساق الحديث . قال nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري : في إسناده هلال بن ميمون الجهني الرملي كنيته أبو المغيرة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : ثقة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم الرازي : ليس بقوي يكتب حديثه ، وقد وثقه أيضا غير ابن معين كما قال ابن رسلان قوله : ( فإذا صلاها في فلاة ) هو أعم من أن يصليها منفردا أو في جماعة ، قال ابن رسلان : لكن حمله على الجماعة أولى ، وهو الذي يظهر من السياق انتهى .
والأولى حمله على الانفراد ; لأن مرجع الضمير في حديث الباب من قوله " صلاها " إلى مطلق الصلاة لا إلى المقيد بكونها في جماعة . ويدل على ذلك الرواية التي ذكرها أبو داود عن nindex.php?page=showalam&ids=16496عبد الواحد بن زياد ; لأنه جعل فيها صلاة الرجل في الفلاة مقابلة لصلاته في الجماعة ، والمراد بالفلاة : الأرض المتسعة التي لا ماء فيها ، والجمع : فلى مثل حصاة وحصى .
والحديث يدل على nindex.php?page=treesubj&link=23459_1619أفضلية الصلاة في الفلاة مع تمام الركوع والسجود وأنها تعدل خمسين صلاة في جماعة كما في رواية عبد الواحد ، وعلى هذا الصلاة في الفلاة تعدل ألف صلاة ومائتين وخمسين صلاة في غير جماعة ، وهذا إن كانت صلاة الجماعة تتضاعف إلى خمسة وعشرين ضعفا فقط ، فإن كانت تتضاعف إلى سبعة وعشرين كما تقدم فالصلاة في الفلاة تعدل ألفا وثلاثمائة وخمسين صلاة ، وهذا على فرض أن المصلي في الفلاة صلى منفردا ، فإن صلى في جماعة تضاعف العدد المذكور بحسب تضاعف صلاة الجماعة على الانفراد وفضل الله واسع .
والحكمة في اختصاص صلاة الفلاة بهذه المزية أن المصلي فيها يكون في الغالب مسافرا ، والسفر مظنة المشقة ، فإذا صلاها المسافر مع حصول المشقة تضاعفت إلى ذلك المقدار ، وأيضا الفلاة في الغالب من مواطن الخوف والفزع لما جبلت عليه الطباع البشرية من التوحش عند مفارقة النوع الإنساني ، فالإقبال مع ذلك على الصلاة أمر لا يناله إلا من [ ص: 156 ] بلغ في التقوى إلى حد يقصر عنه كثير من أهل الإقبال والقبول . وأيضا في مثل هذا الموطن تنقطع الوساوس التي تقود إلى الرياء ، فإيقاع الصلاة فيها شأن أهل الإخلاص
ومن ههنا كانت nindex.php?page=treesubj&link=1619_23459صلاة الرجل في البيت المظلم الذي لا يراه فيه أحد إلا الله عز وجل أفضل الصلوات على الإطلاق ، وليس ذلك إلا لانقطاع حبائل الرياء الشيطانية التي يقتنص بها كثير من المتعبدين فكيف لا تكون صلاة الفلاة مع انقطاع تلك الحبائل وانضمام ما سلف إلى ذلك بهذه المنزلة ؟ والحديث أيضا من حجج القائلين بأن الجماعة غير واجبة ، وقد قدمنا الكلام على ذلك . .