فصبرت عارفة لذلك حرة ترسو إذا نفس الجبان تطلع
أن تميد بكم أي لئلا تميد ; عند الكوفيين . وكراهية أن تميد ; على قول البصريين . والميد : الاضطراب يمينا وشمالا ; ماد الشيء يميد ميدا إذا تحرك ; ومادت الأغصان تمايلت ، وماد الرجل تبختر . قال : خلق الله الأرض فجعلت تميد وتمور ، فقالت الملائكة . إن هذه غير مقرة أحدا على ظهرها فأصبحت وقد أرسيت بالجبال ، ولم تدر الملائكة مم خلقت الجبال . وقال وهب بن منبه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : لما خلق الله الأرض قمصت ومالت وقالت : أي رب ! أتجعل علي من يعمل بالمعاصي والخطايا ، ويلقي علي الجيف والنتن ! فأرسى الله - تعالى - فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون . وروى الترمذي في آخر " كتاب التفسير " حدثنا حدثنا محمد بن بشار أخبرنا يزيد بن هارون العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : آدم تصدق بصدقة بيمينه يخفيها من شماله . قال لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فعاد بها عليها فاستقرت فعجبت الملائكة من شدة الجبال قالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبال قال نعم الحديد قالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد قال نعم النار فقالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار قال نعم الماء قالوا يا رب [ ص: 83 ] فهل من خلقك شيء أشد من الماء قال نعم الريح قالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح قال نعم ابن أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه .
قلت : وفي هذه الآية أدل دليل على ، وقد كان قادرا على سكونها دون الجبال . وقد تقدم هذا المعنى استعمال الأسباب
وأنهارا أي وجعل فيها أنهارا ، أو ألقى فيها أنهارا .
وسبلا أي طرقا ومسالك .
لعلكم تهتدون أي إلى حيث تقصدون من البلاد فلا تضلون ولا تتحيرون .