قوله تعالى : وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم  
 [ ص: 286 ] قرأ الحسن  الحلم فحذف الضمة لثقلها . والمعنى : أن الأطفال أمروا بالاستئذان في الأوقات الثلاثة المذكورة ؛ وأبيح لهم الأمر في غير ذلك كما ذكرنا . ثم أمر تعالى في هذه الآية أن يكونوا إذا بلغوا الحلم على حكم الرجال في الاستئذان في كل وقت . وهذا بيان من الله - عز وجل - لأحكامه وإيضاح حلاله وحرامه ، وقال فليستأذنوا ولم يقل فليستأذنوكم . وقال في الأولى ليستأذنكم لأن الأطفال غير مخاطبين ولا متعبدين . وقال  ابن جريج    : قلت لعطاء  وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا  قال : واجب على الناس أن يستأذنوا إذا احتلموا ، أحرارا كانوا أو عبيدا    . وقال أبو إسحاق الفزاري    : قلت  للأوزاعي  ما حد الطفل الذي يستأذن  ؟ قال : أربع سنين ، قال : لا يدخل على امرأة حتى يستأذن   . وقال الزهري    : أي يستأذن الرجل على أمه ؛ وفي هذا المعنى نزلت هذه الآية . 
				
						
						
