[ ص: 290 ] القول في الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : الرجال قوامون على النساء ، ، في تأديبهن والأخذ على أيديهن فيما يجب عليهن لله ولأنفسهم الرجال أهل قيام على نسائهم بما فضل الله بعضهم على بعض يعني : بما فضل الله به الرجال على أزواجهم من سوقهم إليهن مهورهن ، وإنفاقهم عليهن أموالهم ، وكفايتهم إياهن مؤنهن . وذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهن ، ولذلك صاروا قواما عليهن ، نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهم من أمورهن .
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
9300 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : الرجال قوامون على النساء يعني : أمراء ، عليها أن تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته ، وطاعته : أن تكون محسنة إلى أهله ، حافظة لماله . وفضله عليها بنفقته وسعيه .
9301 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا أبو زهير ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض يقول : الرجل قائم على المرأة ، يأمرها بطاعة الله ، فإن أبت فله أن يضربها ضربا غير مبرح ، وله عليها الفضل بنفقته وسعيه .
9302 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا [ ص: 291 ] أسباط ، عن : السدي الرجال قوامون على النساء قال : يأخذون على أيديهن ويؤدبونهن .
9303 - حدثني المثنى قال : حدثنا قال : أخبرنا حبان بن موسى ابن المبارك قال : سمعت سفيان يقول : بما فضل الله بعضهم على بعض قال : . بتفضيل الله الرجال على النساء
وذكر أن هذه الآية نزلت في رجل لطم امرأته ، فخوصم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك ، فقضى لها بالقصاص .
ذكر الخبر بذلك :
9304 - حدثنا قال : حدثنا محمد بن بشار عبد الأعلى قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : حدثنا الحسن : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ، فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فتلاها عليه ، وقال : أردت أمرا وأراد الله غيره . أن رجلا لطم امرأته ، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأراد أن يقصها منه ، فأنزل الله :
9305 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ذكر لنا أن رجلا لطم امرأته ، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر نحوه .
9306 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : الرجال قوامون على النساء قال : صك رجل امرأته ، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأراد أن يقيدها منه ، فأنزل الله : الرجال قوامون على النساء . [ ص: 292 ] 9307 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن جرير بن حازم ، عن الحسن : الأنصار لطم امرأته ، فجاءت تلتمس القصاص ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بينهما القصاص ، فنزلت : ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) [ سورة طه : 114 ] ونزلت : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض . أن رجلا من
9308 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن قال : لطم رجل امرأته ، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - القصاص . فبينا هم كذلك ، نزلت الآية . ابن جريج
9309 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن : أما السدي الرجال قوامون على النساء فإن رجلا من الأنصار كان بينه وبين امرأته كلام فلطمها ، فانطلق أهلها ، فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرهم : الرجال قوامون على النساء الآية .
وكان الزهري يقول : ليس بين الرجل وامرأته قصاص فيما دون النفس .
9310 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، سمعت الزهري يقول : لو أن رجلا شج امرأته أو جرحها ، لم يكن عليه في ذلك قود ، وكان عليه العقل ، إلا أن يعدو عليها فيقتلها ، فيقتل بها .
وأما قوله : وبما أنفقوا من أموالهم فإنه يعني : وبما ساقوا إليهن من [ ص: 293 ] صداق ، وأنفقوا عليهن من نفقة ، كما :
9311 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو صالح قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قال : فضله عليها بنفقته وسعيه .
9312 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا أبو زهير ، عن جويبر ، عن الضحاك مثله .
9313 - حدثني المثنى قال : حدثنا قال : أخبرنا حبان بن موسى ابن المبارك قال : سمعت سفيان يقول : وبما أنفقوا من أموالهم بما ساقوا من المهر .
قال أبو جعفر : فتأويل الكلام إذا : الرجال قوامون على نسائهم ، بتفضيل الله إياهم عليهن ، وبإنفاقهم عليهن من أموالهم .
و " ما " التي في قوله : بما فضل الله والتي في قوله : وبما أنفقوا في معنى المصدر .