القول في تأويل قوله تعالى : ( ولكم في الأرض مستقر   ) 
 قال أبو جعفر :  اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال : بعضهم بما : 
765 - حدثني المثنى بن إبراهيم ،  قال : حدثنا آدم العسقلاني ،  قال : حدثنا أبو جعفر الرازي ،  عن الربيع ،  عن أبي العالية  في قوله : " ولكم في الأرض مستقر   " قال : هو قوله : ( الذي جعل لكم الأرض فراشا   )  [ سورة البقرة : 22 ] . 
766 - وحدثت عن عمار بن الحسن ،  قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن الربيع  في قوله : " ولكم في الأرض مستقر   " قال : هو قوله : ( جعل لكم الأرض قرارا   )  [ سورة غافر : 64 ] .  [ ص: 539 ] 
وقال آخرون : معنى ذلك ولكم في الأرض قرار في القبور . 
ذكر من قال ذلك : 
767 - حدثني موسى بن هارون ،  قال : حدثنا عمرو بن حماد ،  قال : حدثنا أسباط ،  عن  السدي   : " ولكم في الأرض مستقر   " يعني القبور . 
768 - وحدثني يونس ،  قال : أخبرنا ابن وهب ،  قال : حدثني عبد الرحمن بن مهدي ،  عن إسرائيل ،  عن إسماعيل السدي ،  قال : حدثني من سمع ابن عباس قال : " ولكم في الأرض مستقر   " قال : القبور . 
769 - وحدثني يونس ،  قال : أخبرنا ابن وهب ،  قال : قال ابن زيد   : " ولكم في الأرض مستقر   " قال : مقامهم فيها . 
قال أبو جعفر :  والمستقر في كلام العرب ، هو موضع الاستقرار . فإذ كان ذلك كذلك ، فحيث كان من في الأرض موجودا حالا فذلك المكان من الأرض مستقره . 
إنما عنى الله جل ثناؤه بذلك : أن لهم في الأرض مستقرا ومنزلا بأماكنهم ومستقرهم من الجنة والسماء . وكذلك قوله : " ومتاع " يعني به : أن لهم فيها متاعا بمتاعهم في الجنة . 
				
						
						
