قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فأخذت الذين عقروا الناقة من ثمود ( الرجفة ) ، وهي الصيحة .
و " الرجفة " ، " الفعلة " ، من قول القائل : " رجف بفلان كذا يرجف رجفا " ، وذلك إذا حركه وزعزعه ، كما قال الأخطل :
إما تريني حناني الشيب من كبر كالنسر أرجف ، والإنسان مهدود
[ ص: 545 ] وإنما عنى ب " الرجفة " ، هاهنا الصيحة التي زعزعتهم وحركتهم للهلاك ، لأن ثمود هلكت بالصيحة ، فيما ذكر أهل العلم .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
14828 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : " الرجفة " ، قال : الصيحة .
14829 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
14830 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن : ( السدي فأخذتهم الرجفة ) ، وهي الصيحة .
14831 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا أبو سعد ، عن مجاهد : ( فأخذتهم الرجفة ) ، قال : الصيحة .
وقوله : ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) ، يقول : فأصبح الذين أهلك الله من ثمود ( في دارهم ) ، يعني في أرضهم التي هلكوا فيها وبلدتهم .
ولذلك وحد " الدار " ولم يجمعها فيقول " في دورهم " وقد يجوز أن يكون أريد بها الدور ، ولكن وجه بالواحدة إلى الجميع ، كما قيل : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) [ العصر : 1 - 2 ] . [ ص: 546 ]
وقوله : ( جاثمين ) ، يعني : سقوطا صرعى لا يتحركون ، لأنهم لا أرواح فيهم ، قد هلكوا . والعرب تقول للبارك على الركبة : " جاثم " ، ومنه قول جرير :
عرفت المنتأى ، وعرفت منها مطايا القدر كالحدإ الجثوم
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
14832 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( فأصبحوا في دارهم جاثمين ) ، قال : ميتين .