القول في تأويل قوله : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين    ( 108 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول - تعالى ذكره - : في حاضري المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم رجال يحبون أن ينظفوا مقاعدهم بالماء  إذا أتوا الغائط ، والله يحب المتطهرين بالماء . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
17225 - حدثنا  محمد بن بشار  قال : حدثنا أبو داود  قال : حدثنا همام بن يحيى  ، عن قتادة  ، عن  شهر بن حوشب  قال : لما نزل : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا   ) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما الطهور الذي أثنى الله عليكم ؟ قالوا : يا رسول الله ، نغسل أثر الغائط  .  [ ص: 483 ]  17226 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  قال : ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأهل قباء : " إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور ، فما تصنعون ؟ " قالوا : إنا نغسل عنا أثر الغائط والبول  . 
17227 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى  قال : حدثنا محمد بن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة  قال : لما نزلت : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا   ) قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا معشر الأنصار ، ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم فيه ؟ قالوا : إنا نستطيب بالماء إذا جئنا من الغائط . 
17228 - حدثني جابر بن الكردي  قال : حدثنا محمد بن سابق  قال : حدثنا  مالك بن مغول  ، عن سيار أبي الحكم  ، عن  شهر بن حوشب  ، عن محمد بن عبد الله بن سلام  قال : قام علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ألا أخبروني فإن الله قد أثنى عليكم بالطهور خيرا ؟ فقالوا : يا رسول الله ، إنا نجد عندنا مكتوبا في التوراة : الاستنجاء بالماء .  [ ص: 484 ]  17229 - حدثنا سفيان بن وكيع  قال : حدثنا [ يحيى بن رافع   ] ، عن  مالك بن مغول  قال : سمعت سيارا أبا الحكم  غير مرة يحدث عن  شهر بن حوشب  ، عن محمد بن عبد الله بن سلام  قال : لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - على أهل قباء قال : إن الله قد أثنى عليكم بالطهور خيرا يعني قوله : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا   ) قالوا : إنا نجده مكتوبا عندنا في التوراة : الاستنجاء بالماء  . 
17230 - حدثنا أبو هشام الرفاعي  قال : حدثنا [ يحيى بن رافع   ] ، قال : حدثنا  مالك بن مغول  ، عن سيار  ، عن  شهر بن حوشب  عن محمد بن عبد الله بن سلام  قال يحيى :  ولا أعلمه إلا عن أبيه قال قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل قباء   : إن الله قد أثنى عليكم في الطهور خيرا ! قالوا : إنا نجده  [ ص: 485 ] مكتوبا علينا في التوراة : الاستنجاء بالماء  . وفيه نزلت : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا   ) .  [ ص: 486 ]  17231 - حدثني عبد الأعلى بن واصل  قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح اليشكري  قال : حدثنا أبو أويس المدني  ، عن شرحبيل بن سعد  ، عن عويم بن ساعدة  وكان من أهل بدر  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل قباء   : إني أسمع الله قد أثنى عليكم الثناء في الطهور ، فما هذا الطهور ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما نعلم شيئا ، إلا أن جيرانا لنا من اليهود رأيناهم يغسلون أدبارهم من الغائط ، فغسلنا كما غسلوا  . 
 [ ص: 487 ]  17232 - حدثني محمد بن عمارة  قال : حدثنا محمد بن سعيد  قال : حدثنا إبراهيم بن محمد  ، عن شرحبيل بن سعد  قال : سمعت خزيمة بن ثابت  يقول : نزلت هذه الآية : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين   ) قال : كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط . 
17233 - حدثنا ابن وكيع  قال : حدثنا أبي ، عن أبي ليلى  عن عامر  قال : كان ناس من أهل قباء  يستنجون بالماء . فنزلت : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين   ) . 
17234 - حدثنا الحسن بن عرفة  قال : حدثنا شبابة بن سوار  ، عن شعبة  ، عن مسلم القري  قال : قلت  لابن عباس   : أصب على رأسي ؟ - وهو محرم - قال : ألم تسمع الله يقول : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين   ) ؟ 
17235 - حدثنا ابن وكيع  قال : حدثنا حفص  عن داود   وابن أبي ليلى  ، عن الشعبي  ، قال : لما نزلت : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا   ) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل قباء   : ما هذا الذي أثنى الله عليكم ؟ قالوا : ما منا من أحد إلا وهو يستنجي من الخلاء  . 
17236 - حدثني المثنى  قال : حدثنا  عمرو بن عون  قال : أخبرنا هشيم  ، عن عبد الحميد المدني  ، عن إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري   : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعويم بن ساعدة   : ما هذا الذي أثنى الله عليكم : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين   ) ؟ قال : نوشك أن نغسل الأدبار بالماء  .  [ ص: 488 ]  17237 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا عبد الرحمن بن سعد  قال : أخبرنا أبو جعفر  ، عن حصين  ، عن موسى بن أبي كثير  قال : بدء حديث هذه الآية في رجال من الأنصار  من أهل قباء   : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين   ) فسألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا : نستنجي بالماء  . 
17238 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أصبغ بن الفرج  قال : أخبرني ابن وهب  قال : أخبرني يونس  ، عن  أبي الزناد  قال : أخبرني عروة بن الزبير  ، عن عويم بن ساعدة  من بني عمرو بن عوف   ومعن بن عدي  من بني العجلان  وأبي الدحداح  فأما عويم بن ساعدة  فهو الذي بلغنا أنه قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من الذين قال الله فيهم : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين   ) ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نعم الرجال منهم : عويم بن ساعدة  لم يبلغنا أنه سمى منهم رجلا غير عويم   .  [ ص: 489 ]  17239 - حدثني المثنى  قال : حدثنا سويد بن نصر  قال : أخبرنا ابن المبارك  ، عن  هشام بن حسان  قال : حدثنا الحسن  قال : لما نزلت هذه الآية : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين   ) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما هذا الذي ذكركم الله به في أمر الطهور ، فأثنى به عليكم ؟ قالوا : نغسل أثر الغائط والبول  . 
17240 - حدثني المثنى  قال : حدثنا سويد  ، قال : أخبرنا ابن المبارك  ، عن  مالك بن مغول  قال : سمعت سيارا أبا الحكم  يحدث ، عن  شهر بن حوشب  ، عن محمد بن عبد الله بن سلام  قال : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة  أو قال : قدم علينا رسول الله فقال : إن الله قد أثنى عليكم في الطهور خيرا أفلا تخبروني ؟ " قالوا : يا رسول الله ، إنا نجد علينا مكتوبا في التوراة : الاستنجاء بالماء  . قال مالك   : يعني قوله : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا   ) . 
17241 - حدثني أحمد بن إسحاق  قال : حدثنا أبو أحمد  قال : حدثنا  فضيل بن مرزوق  ، عن عطية  قال : لما نزلت هذه الآية : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا   ) سألهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما طهوركم هذا الذي ذكر الله ؟  [ ص: 490 ] قالوا : يا رسول الله ، كنا نستنجي بالماء في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام لم ندعه . قال : فلا تدعوه  . 
17242 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد   : كان في مسجد قباء  رجال من الأنصار  يوضئون سفلتهم بالماء ، يدخلون النخل والماء يجري فيتوضئون ، فأثنى الله بذلك عليهم . فقال : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا   ) الآية . 
17243 - حدثنا أحمد  قال : حدثنا أبو أحمد  قال : حدثنا طلحة بن عمرو  ، عن عطاء  قال : أحدث قوم الوضوء بالماء من أهل قباء ، فنزلت فيهم : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين   )  . 
وقيل : ( والله يحب المطهرين   ) وإنما هو : " المتطهرين " ولكن أدغمت التاء في الطاء ، فجعلت طاء مشددة ؛ لقرب مخرج إحداهما من الأخرى . 
				
						
						
