القول في تأويل قوله تعالى : ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم ( 6 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره ، مخبرا عن قيل يعقوب لابنه يوسف ، لما قص عليه رؤياه : ( وكذلك يجتبيك ربك ) وهكذا يجتبيك ربك . يقول : كما أراك ربك الكواكب والشمس والقمر لك سجودا ، فكذلك يصطفيك ربك ، كما : - [ ص: 560 ]
18789 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو العنقزي ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة : ( وكذلك يجتبيك ربك ) ، قال : يصطفيك .
18790 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ) ، فاجتباه واصطفاه وعلمه من عبر الأحاديث ، وهو" تأويل الأحاديث " .
وقوله : ( ويعلمك من تأويل الأحاديث ) يقول : ويعلمك ربك من علم ما يؤول إليه أحاديث الناس ، عما يرونه في منامهم . وذلك تعبير الرؤيا .
18691 - حدثنا القاسم ، قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد : ( ويعلمك من تأويل الأحاديث ) قال : عبارة الرؤيا .
18792 - حدثني يونس ، قال ، أخبرنا ابن وهب ، قال ، قال ابن زيد ، في قوله : ( ويعلمك من تأويل الأحاديث ) ، قال : تأويل الكلام : العلم والكلام .
وكان يوسف أعبر الناس ، وقرأ : ( ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما ) . [ سورة يوسف : 22 ] .
وقوله : ( ويتم نعمته عليك ) باجتبائه إياك ، واختياره ، وتعليمه إياك تأويل الأحاديث ( وعلى آل يعقوب ) يقول : وعلى أهل دين يعقوب ، وملته من ذريته وغيرهم ( كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق ) ، باتخاذه هذا خليلا وتنجيته من النار ، وفدية هذا بذبح عظيم ، كالذي : - [ ص: 561 ]
18793 - حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج قال ، أخبرنا أبو إسحاق ، عن عكرمة ، في قوله : ( ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق ) قال : فنعمته على إبراهيم أن نجاه من النار ، وعلى إسحاق أن نجاه من الذبح .
وقوله : ( إن ربك عليم حكيم ) يقول : ( إن ربك عليم ) بمواضع الفضل ، ومن هو أهل للاجتباء والنعمة "حكيم" في تدبيره خلقه .