الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 546 ] [ ص: 547 ] [ ص: 548 ] [ ص: 549 ] ( تفسير السورة التي يذكر فيها يوسف صلى الله عليه وسلم )

( بسم الله الرحمن الرحيم )

( رب يسر )

القول في تأويل قوله تعالى : ( الر تلك آيات الكتاب المبين ( 1 ) )

قال أبو جعفر محمد بن جرير : قد ذكرنا اختلاف أهل التأويل في تأويل قوله : ( الر تلك آيات الكتاب ) ، والقول الذي نختاره في تأويل ذلك فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته ههنا .

وأما قوله : ( تلك آيات الكتاب المبين ) فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله .

فقال بعضهم : معناه : ( تلك آيات الكتاب المبين ) : بين حلاله وحرامه ، ورشده وهداه .

ذكر من قال ذلك :

18768 حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : حدثنا الوليد بن سلمة الفلسطيني ، قال : أخبرني عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه ، في قول الله تعالى : ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) ، قال : بين حلاله وحرامه . [ ص: 550 ]

18769 حدثنا بشر ، قال ، حدثنا يزيد ، قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) ، إي والله ، لمبين ، بين الله هداه ورشده .

18770 حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( الر تلك آيات الكتاب المبين ) ، قال : بين الله رشده وهداه .

وقال آخرون في ذلك ما :

18771 حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : حدثنا الوليد بن سلمة ، قال : حدثنا ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن معاذ أنه قال في قول الله عز وجل : ( الكتاب المبين ) قال : بين الحروف التي سقطت عن ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : معناه : هذه آيات الكتاب المبين ، لمن تلاه وتدبر ما فيه من حلاله وحرامه ونهيه وسائر ما حواه من صنوف معانيه ; لأن الله جل ثناؤه أخبر أنه"مبين" ، ولم يخص إبانته عن بعض ما فيه دون جميعه ، فذلك على جميعه ، إذ كان جميعه مبينا عما فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية