[ ص: 546 ]  [ ص: 547 ]  [ ص: 548 ]  [ ص: 549 ]  ( تفسير السورة التي يذكر فيها يوسف صلى الله عليه وسلم ) 
( بسم الله الرحمن الرحيم ) 
( رب يسر ) 
القول في تأويل قوله تعالى : ( الر تلك آيات الكتاب المبين    ( 1 ) ) 
قال أبو جعفر محمد بن جرير   : قد ذكرنا اختلاف أهل التأويل في تأويل قوله : ( الر تلك آيات الكتاب   ) ، والقول الذي نختاره في تأويل ذلك فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته ههنا . 
وأما قوله : ( تلك آيات الكتاب المبين   ) فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله . 
فقال بعضهم : معناه : ( تلك آيات الكتاب المبين   ) : بين حلاله وحرامه ، ورشده وهداه . 
ذكر من قال ذلك : 
18768 حدثني سعيد بن عمرو السكوني  ، قال : حدثنا الوليد بن سلمة الفلسطيني  ، قال : أخبرني عبد الوهاب بن مجاهد  ، عن أبيه ، في قول الله تعالى : ( الر تلك آيات الكتاب المبين   ) ، قال : بين حلاله وحرامه  .  [ ص: 550 ] 
18769 حدثنا بشر  ، قال ، حدثنا يزيد  ، قال ، حدثنا سعيد  ، عن قتادة  قوله : ( الر تلك آيات الكتاب المبين   ) ، إي والله ، لمبين ، بين الله هداه ورشده . 
18770 حدثنا الحسن بن يحيى  ، قال : أخبرنا عبد الرزاق  ، قال : أخبرنا معمر  ، عن قتادة  ، في قوله : ( الر تلك آيات الكتاب المبين   ) ، قال : بين الله رشده وهداه  . 
وقال آخرون في ذلك ما : 
18771 حدثني سعيد بن عمرو السكوني  ، قال : حدثنا الوليد بن سلمة  ، قال : حدثنا  ثور بن يزيد  ، عن خالد بن معدان  ، عن معاذ  أنه قال في قول الله عز وجل : ( الكتاب المبين   ) قال : بين الحروف التي سقطت عن ألسن الأعاجم وهي ستة أحرف  . 
قال أبو جعفر   : والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال : معناه : هذه آيات الكتاب المبين ، لمن تلاه وتدبر ما فيه من حلاله وحرامه ونهيه وسائر ما حواه من صنوف معانيه ; لأن الله جل ثناؤه أخبر أنه"مبين" ، ولم يخص إبانته عن بعض ما فيه دون جميعه ، فذلك على جميعه ، إذ كان جميعه مبينا عما فيه . 
				
						
						
