القول في تأويل قوله تعالى : ( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين ( 8 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : لقد كان في يوسف وإخوته آيات لمن سأل عن شأنهم حين قال إخوة يوسف ( ليوسف وأخوه ) من أمه ( أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة ) ، يقولون : ونحن جماعة ذوو عدد ، أحد عشر رجلا . [ ص: 563 ]
و"العصبة" من الناس ، هم عشرة فصاعدا ، قيل : إلى خمسة عشر ، ليس لها واحد من لفظها ، كالنفر والرهط .
( إن أبانا لفي ضلال مبين ) ، يعنون : إن أبانا يعقوب لفي خطأ من فعله ، في إيثاره يوسف وأخاه من أمه علينا بالمحبة ويعني ب"المبين" : أنه خطأ يبين عن نفسه أنه خطأ لمن تأمله ونظر إليه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
18795 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي ، عن أسباط ، عن : ( السدي إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ) ، قال : يعنون بنيامين . قال : وكانوا عشرة .
18796 - . . . . قال : حدثنا عمرو بن محمد ، عن أسباط ، عن : ( السدي إن أبانا لفي ضلال مبين ) ، قال : في ضلال من أمرنا .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد ، في قوله : ( ونحن عصبة ) ، قال : "العصبة" ، الجماعة .