القول في وإن هم إلا يظنون ( 78 ) ) تأويل قوله تعالى (
قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : ( وإن هم إلا يظنون ) ، وما هم ، كما قال جل ثناؤه : ( قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ) [ إبراهيم : 11 ] ، يعني بذلك : ما نحن إلا بشر مثلكم .
ومعنى قوله : ( إلا يظنون ) : إلا يشكون ، ولا يعلمون حقيقته وصحته . و " الظن " - في هذا الموضع - الشك . [ ص: 266 ] فمعنى الآية : ومنهم من لا يكتب ولا يخط ولا يعلم كتاب الله ولا يدري ما فيه ، إلا تخرصا وتقولا على الله الباطل ، ظنا منه أنه محق في تخرصه وتقوله الباطل .
وإنما وصفهم الله تعالى ذكره بأنهم في تخرصهم على ظن أنهم محقون وهم مبطلون ، لأنهم كانوا قد سمعوا من رؤسائهم وأحبارهم أمورا حسبوها من كتاب الله ، ولم تكن من كتاب الله ، فوصفهم جل ثناؤه بأنهم محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتبعون ما هم فيه شاكون ، وفي حقيقته مرتابون ، مما أخبرهم به كبراؤهم ورؤساؤهم وأحبارهم عنادا منهم لله ولرسوله ، ومخالفة منهم لأمر الله ، واغترارا منهم بإمهال الله إياهم . وبنحو ما قلنا في تأويل قوله : ( وإن هم إلا يظنون ) ، قال فيه المتأولون من السلف : يتركون التصديق بالذي يوقنون به أنه من عند الله مما جاء به
1374 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( وإن هم إلا يظنون ) إلا يكذبون .
1375 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
1376 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد مثله .
1377 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال ، حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون ) ، أي لا يعلمون ولا يدرون ما فيه ، وهم يجحدون نبوتك بالظن .
1378 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( وإن هم إلا يظنون ) ، قال : يظنون الظنون بغير الحق .
1379 - حدثني المثنى قال ، حدثنا آدم قال ، حدثنا أبو جعفر ، عن [ ص: 267 ] الربيع ، عن أبي العالية قال : يظنون الظنون بغير الحق .
1380 - حدثت عن عمار قال ، حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع مثله .