[ ص: 133 ]  [ القول في تأويل قوله تعالى : ( وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم    ( 50 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : فلما رجع الرسول الذي أرسلوه إلى يوسف  ، الذي قال : ( أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون   ) فأخبرهم بتأويل رؤيا الملك عن يوسف  علم الملك حقيقة ما أفتاه به من تأويل رؤياه وصحة ذلك ، وقال الملك : ائتوني بالذي عبر رؤياي هذه . كالذي : - 
19392 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة  ، عن ابن إسحاق  قال : فخرج نبو  من عند يوسف  بما أفتاهم به من تأويل رؤيا الملك حتى أتى الملك ، فأخبره بما قال . فلما أخبره بما في نفسه كمثل النهار ، وعرف أن الذي قال كائن كما قال ، قال : " ائتوني به " . 
19393 - حدثنا ابن وكيع  قال : حدثنا عمرو  ، عن أسباط  ، عن  السدي  قال : لما أتى الملك رسوله قال : " ائتوني به " . 
وقوله : ( فلما جاءه الرسول   ) ، يقول : فلما جاءه رسول الملك يدعوه إلى الملك ( قال ارجع إلى ربك   ) ، يقول : قال يوسف  للرسول : ارجع إلى سيدك ( فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن   ) ؟ وأبى أن يخرج مع الرسول وإجابة الملك ، حتى يعرف صحة أمره عندهم مما كانوا قرفوه به من شأن النساء ، فقال للرسول : سل الملك ما شأن النسوة اللاتي قطعن أيديهن ، والمرأة التي سجنت بسببها ؟ كما : -  [ ص: 134 ] 
19394 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة  ، عن ابن إسحاق   : ( فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن   ) ، والمرأة التي سجنت بسبب أمرها ، عما كان من ذلك  . 
19395 - حدثنا ابن وكيع  قال : حدثنا عمرو  ، عن أسباط  ، عن  السدي  قال : لما أتى الملك رسوله فأخبره ، قال : ( ائتوني به ) ، فلما أتاه الرسول ودعاه إلى الملك ، أبى يوسف  الخروج معه ( وقال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ) الآية . قال  السدي  ، قال ابن عباس   : لو خرج يوسف  يومئذ قبل أن يعلم الملك بشأنه ، ما زالت في نفس العزيز  منه حاجة ! يقول : هذا الذي راود امرأته  . 
19396 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة  ، عن ابن إسحاق  ، عن رجل ، عن  أبي الزناد  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يرحم الله يوسف  إن كان ذا أناة ! لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعا ، إن كان لحليما ذا أناة  ! 
19397 - حدثنا ابن وكيع  قال : حدثنا محمد بن بشر  قال : حدثنا محمد بن عمرو  قال : حدثنا أبو سلمة  ، عن  أبي هريرة  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ،  ثم جاءني الداعي لأجبته ، إذ جاءه الرسول فقال : ( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن   ) الآية .  [ ص: 135 ] 
19398 - حدثني  يونس بن عبد الأعلى  قال ، أخبرنا ابن وهب  قال : أخبرني  سليمان بن بلال  ، عن محمد بن عمرو  ، عن أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بمثله . 
19399 - حدثنا زكريا بن أبان المصري  قال : حدثنا سعيد بن تليد  قال : حدثنا عبد الرحمن بن القاسم  قال : حدثني بكر بن مضر  ، عن عمرو بن الحارث  ، عن  يونس بن يزيد  ، عن ابن شهاب  قال ، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ،   وسعيد بن المسيب  ، عن  أبي هريرة  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو لبثت في السجن ما لبث يوسف  لأجبت الداعي  . 
19400 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب  قال ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب  ، عن  أبي سلمة بن عبد الرحمن  ،  وسعيد بن المسيب  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بمثله . 
19401 - حدثنا الحسن بن محمد  قال : حدثنا  عفان بن مسلم  قال : حدثنا  [ ص: 136 ] حماد  ، عن محمد بن عمرو  ، عن أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرأ هذه الآية : ( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم   ) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو كنت أنا ، لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر  . 
19402 - حدثني المثنى  قال : حدثنا الحجاج بن المنهال  قال : حدثنا حماد  ، عن ثابت  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ومحمد بن عمرو  ، عن أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قرأ : ( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن   ) ، الآية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو بعث إلي لأسرعت في الإجابة ، وما ابتغيت العذر . 
19403 - حدثنا الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا عبد الرزاق  قال : أخبرنا ابن عيينة  ، عن  عمرو بن دينار  ، عن عكرمة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد عجبت من يوسف  وصبره وكرمه ، والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ، ولو كنت مكانه ما أخبرتهم بشيء حتى أشترط أن يخرجوني . ولقد عجبت من يوسف  وصبره وكرمه ، والله يغفر له حين أتاه الرسول ، ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب ، ولكنه أراد أن يكون له العذر . 
19404 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  ، قوله : ( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة   ) ، أراد نبي الله عليه السلام أن لا يخرج حتى يكون له العذر  . 
19405 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج  ، عن  [ ص: 137 ]  ابن جريج  ، قوله : ( ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن   ) ، قال : أراد يوسف  العذر قبل أن يخرج من السجن  . 
وقوله : ( إن ربي بكيدهن عليم   ) ، يقول : إن الله تعالى ذكره ذو علم بصنيعهن وأفعالهن التي فعلن ، بي ويفعلن بغيري من الناس ، لا يخفى عليه ذلك كله ، وهو من وراء جزائهن على ذلك . 
وقيل : إن معنى ذلك : إن سيدي إطفير العزيز ،  زوج المرأة التي راودتني عن نفسي ، ذو علم ببراءتي مما قرفتني به من السوء . 
				
						
						
