القول في أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ( 44 ) ) تأويل قوله تعالى : (
وهذا تقريع من الله تعالى ذكره للمشركين من قريش ، بعد أن دخلوا النار بإنكارهم في الدنيا البعث بعد الموت ، يقول لهم : إذ سألوه رفع العذاب عنهم ، وتأخيرهم لينيبوا ويتوبوا ( أولم تكونوا ) في الدنيا ( أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ) يقول : ما لكم من انتقال من الدنيا إلى الآخرة ، وإنكم إنما تموتون ، ثم لا تبعثون .
كما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد ، قال ( أولم تكونوا أقسمتم من قبل ) كقوله ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى ) . [ ص: 37 ] ثم قال ( ما لكم من زوال ) قال : الانتقال من الدنيا إلى الآخرة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، وحدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا شبابة ، قال : ثنا ورقاء ، وحدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا سلمة ، وحدثني المثنى ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( ما لكم من زوال ) قال : لا تموتون لقريش .
حدثني القاسم ، قال : ثنا سويد ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن الحكم ، عن عمرو بن أبي ليلى أحد بني عامر ، قال : سمعت يقول : بلغني ، أو ذكر لي أن أهل النار ينادون ( محمد بن كعب القرظي ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل ) فرد عليهم ( أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ) . . . إلى قوله ( لتزول منه الجبال ) .