[ ص: 126 ] القول في تأويل ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين ( 80 ) قوله تعالى : ( وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين ( 81 ) )
يقول تعالى ذكره : ولقد كذب سكان الحجر ، وجعلوا لسكناهم فيها ومقامهم بها أصحابها ، كما قال تعالى ذكره : ( ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ) فجعلهم أصحابها لسكناهم فيها ومقامهم بها . والحجر : مدينة ثمود .
وكان قتادة يقول في معنى الحجر ، ما حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : أصحاب الحجر : قال : أصحاب الوادي .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، وهو يذكر الحجر مساكن ثمود قال : قال : إن سالم بن عبد الله عبد الله بن عمر قال : " الحجر ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ، ثم زجر فأسرع حتى خلفها ) . مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على
حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان المصري ، قال : ثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد المكي ، قال : ثنا داود بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن ابن سابط ، عن جابر بن عبد الله بالحجر : " هؤلاء قوم صالح أهلكهم الله إلا رجلا كان في حرم الله منعه حرم الله من عذاب الله ، قيل : يا رسول الله من هو؟ قال : أبو رغال " . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو
وقوله : ( وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين ) يقول : وأريناهم أدلتنا وحججنا على حقيقة ما بعثنا به إليهم رسولنا صالحا ، فكانوا عن آياتنا التي آتيناهموها معرضين لا يعتبرون بها ولا يتعظون .