[ ص: 389 ] القول في قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ( 123 ) ) تأويل قوله تعالى : (
يقول تعالى ذكره : قال الله تعالى لآدم وحواء ( اهبطا منها جميعا ) إلى الأرض ( بعضكم لبعض عدو ) يقول : أنتما عدو إبليس وذريته ، وإبليس عدوكما وعدو ذريتكما .
وقوله ( فإما يأتينكم مني هدى ) يقول : فإن يأتكم يا آدم وحواء وإبليس مني هدى : يقول : بيان لسبيلي ، وما أختاره لخلقي من دين ( فمن اتبع هداي ) يقول : فمن اتبع بياني ذلك وعمل به ، ولم يزغ منه ( فلا يضل ) يقول : فلا يزول عن محجة الحق ، ولكنه يرشد في الدنيا ويهتدي ( ولا يشقى ) في الآخرة بعقاب الله ، لأن الله يدخله الجنة ، وينجيه من عذابه .
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني الحسين بن يزيد الطحان قال : ثنا أبو خالد الأحمر عن عن عمرو بن قيس الملائي عكرمة عن ابن عباس قال : تضمن الله لمن قرأ القرآن ، واتبع ما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ، ثم تلا هذه الآية ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) .
حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي قال : ثنا حكام الرازي عن أيوب بن موسى عن مرو ثنا الملائي عن ابن عباس أنه قال : إن الله قد ضمن . . . . فذكر نحوه .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا حكام ، عن أيوب بن يسار أبي عبد الرحمن عن عمرو بن قيس عن رجل عن ابن عباس بنحوه .
حدثنا علي بن سهل الرملي قال : ثنا أحمد بن محمد النسائي عن أبي سلمة عن عطاء عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس : من قرأ القرآن واتبع ما فيه عصمه الله من الضلالة ، ووقاه ، أظنه أنه قال : من هول يوم القيامة ، [ ص: 390 ] وذلك أنه قال ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) في الآخرة .