القول في تأويل قوله تعالى : ( قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى    ( 135 ) )  [ ص: 408 ] يقول تعالى ذكره لنبيه محمد  صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد   : كلكم أيها المشركون بالله متربص يقول : منتظر لمن يكون الفلاح ، وإلى ما يئول أمري وأمركم متوقف ينتظر دوائر الزمان ، فتربصوا يقول : فترقبوا وانتظروا ، فستعلمون من أهل الطريق المستقيم المعتدل الذي لا اعوجاج فيه إذا جاء أمر الله وقامت القيامة أنحن أم أنتم ؟ ومن اهتدى يقول : وستعلمون حينئذ من المهتدي الذي هو على سنن الطريق القاصد غير الجائر عن قصده منا ومنكم ، وفي " من " من قوله ( فستعلمون من أصحاب الصراط السوي   ) ، والثانية من قوله ( ومن اهتدى   ) وجهان : الرفع وترك إعمال تعلمون فيهما ، كما قال جل ثناؤه ( لنعلم أي الحزبين أحصى   ) والنصب على إعمال تعلمون فيهما ، كما قال جل ثناؤه ( والله يعلم المفسد من المصلح   ) . 
				
						
						
