علي حين نملك الأمورا صوم شهور وجبت نذورا وحلق راسي وافيا مضفورا
وبدنا مدرعا موفورا
والبدن : هو الضخم من كل شيء ، ولذلك قيل لامرئ القيس بن النعمان صاحب الخورنق ، والسدير البدن : لضخمه واسترخاء لحمه ، فإنه يقال : قد بدن تبدينا . فمعنى الكلام : والإبل العظام الأجسام الضخام جعلناها لكم أيها الناس من شعائر الله ، يقول : من أعلام أمر الله الذي أمركم به في مناسك حجكم إذا قلدتموها وجللتموها وأشعرتموها علم بذلك وشعر أنكم فعلتم ذلك من الإبل والبقر .
كما : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا يحيى ، عن ، قال : قال ابن جريج عطاء : ( والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ) قال : البقرة والبعير .
[ ص: 631 ] وقوله : ( لكم فيها خير ) يقول : لكم في البدن خير ، وذلك الخير هو الأجر في الآخرة بنحرها والصدقة بها ، وفي الدنيا : الركوب إذا احتاج إلى ركوبها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى - وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : ( لكم فيها خير ) قال : أجر ومنافع في البدن .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال . حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم : ( لكم فيها خير ) قال : اللبن والركوب إذا احتاج .
حدثنا عبد الحميد بن بيان ، قال : أخبرنا إسحاق ، عن شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم : ( لكم فيها خير ) قال : إذا اضطررت إلى بدنتك ركبتها وشربت لبنها .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم : ( لكم فيها خير ) من احتاج إلى ظهر البدنة ركب ، ومن احتاج إلى لبنها شرب .
وقوله : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) يقول تعالى ذكره : فاذكروا اسم الله على البدن عند نحركم إياها صواف .
واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الأمصار ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) بمعنى مصطفة ، واحدها : صافة ، وقد صفت بين أيديها . وروي عن الحسن ومجاهد وزيد بن أسلم وجماعة أخر معهم ، أنهم قرءوا ذلك . " صوافي " بالياء منصوبة ، بمعنى : خالصة لله لا شريك له فيها صافية له .
وقرأ بعضهم ذلك : " صواف " بإسقاط الياء وتنوين الحرف ، على مثال : عوار وعواد . وروي عن ابن مسعود أنه قرأه : " صوافن " بمعنى : معقلة .
والصواب من القراءة في ذلك عندي قراءة من قرأه بتشديد الفاء [ ص: 632 ] ونصبها ، لإجماع الحجة من القراء عليه بالمعنى الذي ذكرناه لمن قرأه كذلك .
ذكر من تأوله بتأويل من قرأه بتشديد الفاء ونصبها : - حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا جابر بن نوح ، عن الأعمش ، عن ، عن أبي ظبيان ابن عباس ، في قوله : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : الله أكبر الله أكبر ، اللهم منك ولك . صواف : قياما على ثلاث أرجل . فقيل : ما نصنع بجلودها ؟ قال : تصدقوا بها ، واستمتعوا بها . لابن عباس
حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثنا أيوب بن سويد ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن ، عن أبي ظبيان ابن عباس ، في قوله : ( صواف ) قال : قائمة ، قال : يقول : الله أكبر ، لا إله إلا الله ، اللهم منك ولك .
حدثني ، قال : ثنا محمد بن المثنى ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سليمان عن ، عن أبي ظبيان ابن عباس : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : قياما على ثلاث قوائم معقولة باسم الله ، اللهم أكبر ، اللهم منك ولك .
حدثني يعقوب قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا حصين ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، في قوله : ( صواف ) قال : معقولة إحدى يديها ، قال : قائمة على ثلاث قوائم .
حدثني علي قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) يقول : قياما .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) والصواف : أن تعقل قائمة واحدة وتصفها على ثلاث فتنحرها كذلك .
حدثنا يعقوب قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا يعلى بن عطاء ، قال : أخبرنا بجير بن سالم ، قال : رأيت ابن عمر وهو ينحر بدنته ، قال : فقال : ( صواف ) كما قال الله ، قال : فنحرها وهي قائمة معقولة إحدى يديها .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا ليث ، عن مجاهد ، قال : الصواف : إذا عقلت رجلها وقامت على ثلاث .
[ ص: 633 ] قال : ثنا ليث ، عن مجاهد ، في قوله : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : صواف بين أوظافها .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى - وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( صواف ) قال : قيام صواف على ثلاث قوائم .
- حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : بين وظائفها قياما .
حدثنا ابن البرقي ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال : أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن خالد بن يزيد ، عن ابن أبي هلال ، عن نافع ، عن عبد الله : أنه كان ينحر البدن وهي قائمة مستقبلة البيت تصف أيديها بالقيود ، قال : هي التي ذكر الله : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثني جرير ، عن منصور ، عن رجل ، عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس ، قال : قلت له : قول الله ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) قال : إذا أردت أن تنحر البدنة فانحرها ، وقل : الله أكبر ، لا إله إلا الله ، اللهم منك ولك ، ثم سم ثم انحرها . قلت : فأقول ذلك للأضحية ، قال : وللأضحية .
ذكر من تأوله بتأويل من قرأه : " صوافي " بالياء : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن الحسن أنه قال : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : مخلصين .
قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال : قال الحسن : " صوافي " : خالصة .
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، قال : قال الحسن : " صوافي " : خالصة لله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عن قيس بن مسلم شقيق الضبي : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : خالصة .
قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا ، قال : سألت أيمن بن نابل عن قوله : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : خالصا . [ ص: 634 ] حدثني طاوسا يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : " فاذكروا اسم الله عليها صوافي " قال : خالصة ليس فيها شريك كما كان المشركون يفعلون ، يجعلون لله ولآلهتهم صوافي صافية لله تعالى .
ذكر من تأوله بتأويل من قرأه " صوافن " : حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : في حرف ابن مسعود : " فاذكروا اسم الله عليها صوافن " : أي معقلة قياما .
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : في حرف ابن مسعود : " فاذكروا اسم الله عليها صوافن " قال : أي معقلة قياما .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : من قرأها " صوافن " قال : معقولة . قال : ومن قرأها : ( صواف ) قال : تصف بين يديها .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " فاذكروا اسم الله عليها صواف " يعني صوافن ، والبدنة إذا نحرت عقلت يدا واحدة ، فكانت على ثلاث ، وكذلك تنحر .
قال أبو جعفر : وقد تقدم بيان أولى هذه الأقوال بتأويل قوله : ( صواف ) وهي المصطفة بين أيديها المعقولة إحدى قوائمها .
وقوله : ( فإذا وجبت جنوبها ) يقول : فإذا سقطت فوقعت جنوبها إلى الأرض بعد النحر ، ( فكلوا منها ) وهو من قولهم : قد وجبت الشمس : إذا غابت فسقطت للتغيب ، ومنه قول أوس بن حجر :
ألم تكسف الشمس والبدر والكواكب للجبل الواجب
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : - حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثني عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( فإذا وجبت جنوبها ) سقطت إلى الأرض .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ، عن ابن جريج مجاهد مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، في قوله : ( فإذا وجبت جنوبها ) قال : إذا فرغت ونحرت .
حدثني محمد بن عمارة ، قال : ثنا ، قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد : ( فإذا وجبت ) نحرت .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( فإذا وجبت جنوبها ) قال : إذا نحرت .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( فإذا وجبت جنوبها ) قال : فإذا ماتت .
وقوله : ( فكلوا منها ) وهذا مخرجه مخرج الأمر ومعناه الإباحة والإطلاق ; يقول الله : فإذا نحرت فسقطت ميتة بعد النحر فقد حل لكم أكلها ، وليس بأمر إيجاب .
وكان يقول في ذلك ما : - حدثنا إبراهيم النخعي ، قال : ثنا محمد بن بشار عبد الرحمن ، قالا ثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، قال : المشركون كانوا لا يأكلون من ذبائحهم ، فرخص للمسلمين ، فأكلوا منها ، فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن حصين ، عن مجاهد ، قال : إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل ، فهي بمنزلة : ( وإذا حللتم فاصطادوا ) . [ ص: 636 ] حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ) يقول : يأكل منها ويطعم .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا يونس عن الحسن . وأخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، وأخبرنا حجاج ، عن عطاء . وأخبرنا حصين ، عن مجاهد ، في قوله : ( فكلوا منها ) قال : إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل ، قال مجاهد : هي رخصة ، هي كقوله : ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض ) ومثل قوله : ( وإذا حللتم فاصطادوا ) ، وقوله : ( وأطعموا القانع والمعتر ) يقول : فأطعموا منها القانع .
واختلف أهل التأويل في المعني بالقانع والمعتر ، فقال بعضهم : القانع الذي يقنع بما أعطي أو بما عنده ولا يسأل ، والمعتر : الذي يتعرض لك أن تطعمه من اللحم ولا يسأل .
ذكر من قال ذلك : - حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : ( وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : المستغني بما أعطيته وهو في بيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك ويلم بك أن تطعمه من اللحم ولا يسأل . وهؤلاء الذين أمر أن يطعموا من البدن .
حدثني يعقوب قال : ثنا عن ليث ، عن ابن علية مجاهد ، قال : القانع : جارك الذي يقنع بما أعطيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك ولا يسألك .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني أبو صخر ، عن القرظي أنه كان يقول في هذه الآية : ( وأطعموا القانع والمعتر ) القانع : الذي يقنع بالشيء اليسير يرضى به ، والمعتر : الذي يمر بجانبك لا يسأل شيئا; فذلك المعتر .
وقال آخرون : القانع : الذي يقنع بما عنده ولا يسأل; والمعتر : الذي يعتريك فيسألك .
ذكر من قال ذلك : حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني [ ص: 637 ] معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( القانع والمعتر ) يقول : القانع المتعفف; ( والمعتر ) يقول : السائل .
حدثنا ابن أبي الشوارب ، قال : ثنا عبد الواحد ، قال : ثنا خصيف ، قال : سمعت يقول : القانع : أهل مكة; والمعتر : الذي يعتريك فيسألك . مجاهدا
حدثني أبو السائب ، قال : ثنا عطاء عن خصيف ، عن مجاهد مثله .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثني كعب بن فروخ ، قال : سمعت قتادة يحدث ، عن عكرمة ، في قوله : ( القانع والمعتر ) قال : القانع : الذي يقعد في بيته ، والمعتر : الذي يسأل .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الأعلى ، قال : ثنا سعيد عن قتادة ، قال : القانع : المتعفف الجالس في بيته; والمعتر : الذي يعتريك فيسألك .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : القانع : والمعتر ، قال : القانع : الطامع بما قبلك ولا يسألك; والمعتر : الذي يعتريك ويسألك .
حدثني نصر بن عبد الرحمن ، قال : ثنا المحاربي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد وإبراهيم قالا القانع : الجالس في بيته; والمعتر : الذي يسألك .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الأعلى ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة في القانع والمعتر ، قال : القانع : الذي يقنع بما في يديه; والمعتر : الذي يعتريك ، ولكليهما عليك حق يا ابن آدم .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد : ( فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع الذي يجلس في بيته . والمعتر : الذي يعتريك .
وقال آخرون : القانع : هو السائل ، والمعتر : هو الذي يعتريك ولا يسأل .
ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الأعلى ، قال : ثنا يونس عن الحسن ، قال : القانع : الذي يقنع إليك ويسألك; والمعتر : [ ص: 638 ] الذي يتعرض لك ولا يسألك .
حدثنا ، قال : ثنا ابن المثنى محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور بن زاذان ، عن الحسن ، في هذه الآية : ( وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : الذي يقنع ، والمعتر : الذي يعتريك . قال : وقال الكلبي : القانع : الذي يسألك ; والمعتر : الذي يعتريك ، يتعرض ولا يسألك .
حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي ، قال : ثنا المحاربي ، عن سفيان ، عن يونس عن الحسن ، في قوله : ( وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : الذي يسألك ، والمعتر : الذي يتعرض لك .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن أبيه ، قال : قال سعيد بن جبير : القانع : السائل .
حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي ، قال : ثني غالب ، قال : ثني شريك ، عن فرات القزاز ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : ( القانع ) قال هو السائل ، ثم قال . أما سمعت قول الشماخ :
لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره أعف من القنوع
قال : من السؤال .
حدثني يعقوب قال : ثنا قال : أخبرنا ابن علية يونس عن الحسن ، أنه قال في قوله : ( وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : الذي يقنع إليك يسألك ، والمعتر : الذي يريك نفسه ويتعرض لك ولا يسألك .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا هشام قال : أخبرنا منصور [ ص: 639 ] ويونس عن الحسن . قال : القانع : السائل ، والمعتر : الذي يتعرض ولا يسأل .
حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني ، قال : قال عبد الله بن عياش : القانع : الذي يسأل الناس . زيد بن أسلم
وقال آخرون : القانع : الجار ، والمعتر : الذي يعتريك من الناس .
ذكر من قال ذلك : - حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابنا إدريس ، قال : سمعت ليثا ، عن مجاهد ، قال : القانع : جارك وإن كان غنيا ، والمعتر : الذي يعتريك .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن عنبسة ، عن ابن أبي نجيح ، قال : قال مجاهد ، في قوله : ( وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : جارك الغني ، والمعتر : من اعتراك من الناس .
حدثني يعقوب قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم ، في قوله : ( وأطعموا القانع والمعتر ) أنه قال : أحدهما السائل ، والآخر الجار .
وقال آخرون : القانع : الطواف ، والمعتر : الصديق الزائر .
ذكر من قال ذلك : - حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثني أبي وشعيب بن الليث ، عن الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن ابن أبي هلال ، قال : قال ، في قول الله تعالى : ( زيد بن أسلم القانع والمعتر ) فالقانع : المسكين الذي يطوف ، والمعتر : الصديق والضعيف الذي يزور .
وقال آخرون : القانع : الطامع ، والمعتر : الذي يعتر بالبدن .
ذكر من قال ذلك : - حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى - وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( القانع ) قال : الطامع; والمعتر : من يعتر بالبدن من غني أو فقير .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ، قال : أخبرني ابن جريج عمر بن عطاء ، عن عكرمة ، قال : القانع : الطامع .
[ ص: 640 ] وقال آخرون : القانع : هو المسكين ، والمعتر : الذي يتعرض للحم .
ذكر من قال ذلك : - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( وأطعموا القانع والمعتر ) قال : القانع : المسكين ، والمعتر : الذي يعتر القوم للحمهم وليس بمسكين ، ولا تكون له ذبيحة ، يجيء إلى القوم من أجل لحمهم ، والبائس الفقير : هو القانع .
وقال آخرون بما : - حدثنا به ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن فرات ، عن سعيد بن جبير ، قال : القانع : الذي يقنع ، والمعتر : الذي يعتريك .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن يونس عن الحسن بمثله .
قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ومجاهد : ( القانع والمعتر ) القانع : الجالس في بيته ، والمعتر : الذي يتعرض لك .
وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال : عنى بالقانع السائل ؛ لأنه لو كان المعني بالقانع في هذا الموضع المكتفي بما عنده والمستغني به لقيل : وأطعموا القانع والسائل ، ولم يقل : وأطعموا القانع والمعتر . وفي إتباع ذلك قوله : " والمعتر " الدليل الواضح على أن القانع معني به السائل ، من قولهم : قنع فلان إلى فلان ، بمعنى سأله وخضع إليه ، فهو يقنع قنوعا; ومنه قول لبيد :
وأعطاني المولى على حين فقره إذا قال أبصر خلتي وقنوعي
وأما القانع الذي هو بمعنى المكتفي ، فإنه من قنعت بكسر النون أقنع قناعة وقنعا وقنعانا . وأما المعتر : فإنه الذي يأتيك معترا بك لتعطيه وتطعمه .
وقوله : ( كذلك سخرناها لكم ) يقول هكذا سخرنا البدن لكم أيها الناس . يقول : لتشكروني على تسخيرها لكم .