الذين يؤمنون ) القول في تأويل قوله جل ثناؤه : (
267 - حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن حميد الرازي ، عن سلمة بن الفضل محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة ، أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : "الذين يؤمنون " ، قال : يصدقون .
268 - حدثني ، قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي أبو صالح ، [ ص: 235 ] قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : "يؤمنون " : يصدقون .
269 - حدثني المثنى بن إبراهيم ، قال : حدثنا إسحاق بن الحجاج ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : "يؤمنون " : يخشون .
270 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، قال : قال الزهري : الإيمان العمل .
271 - حدثت عن عمار بن الحسن قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن ، عن العلاء بن المسيب بن رافع أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال : الإيمان : التصديق .
ومعنى الإيمان عند العرب : التصديق ، فيدعى المصدق بالشيء قولا مؤمنا به ، ويدعى المصدق قوله بفعله ، مؤمنا . ومن ذلك قول الله جل ثناؤه : ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) سورة يوسف : 17 ، يعني : وما أنت بمصدق لنا في قولنا . وقد تدخل الخشية لله في معنى الإيمان ، الذي هو تصديق القول بالعمل . والإيمان كلمة جامعة الإقرار بالله وكتبه ورسله ، وتصديق الإقرار بالفعل . وإذ كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بتأويل الآية ، وأشبه بصفة القوم : أن يكونوا موصوفين بالتصديق بالغيب قولا واعتقادا وعملا إذ كان جل ثناؤه لم يحصرهم من معنى الإيمان على معنى دون معنى ، بل أجمل وصفهم به ، من غير خصوص شيء من معانيه أخرجه من صفتهم بخبر ولا عقل .