[ ص: 7 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
القول في تأويل قوله تعالى :  ( والصافات صفا   ( 1 ) فالزاجرات زجرا   ( 2 ) فالتاليات ذكرا   ( 3 ) )  
قال أبو جعفر   : أقسم الله - تعالى ذكره - بالصافات ، والزاجرات ، والتاليات ذكرا ، فأما الصافات : فإنها الملائكة الصافات لربها في السماء وهي جمع صافة ، فالصافات : جمع جمع ، وبذلك جاء تأويل أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني سلم بن جنادة  قال : ثنا أبو معاوية ،  عن الأعمش ،  عن مسلم  قال : كان مسروق  يقول في الصافات : هي الملائكة  . 
حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل  قال : أخبرنا النضر بن شميل  قال : أخبرنا شعبة ،  عن سليمان  قال : سمعت أبا الضحى ،  عن مسروق ،  عن عبد الله ،  بمثله . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة   ( والصافات صفا   ) قال : قسم ، أقسم الله بخلق ، ثم خلق ، ثم خلق ، والصافات : الملائكة صفوفا في السماء  . 
حدثني محمد بن الحسين  قال : ثنا أحمد بن المفضل  قال : ثنا أسباط ،  عن  السدي ،  في قوله ( والصافات ) قال : هم الملائكة  . 
حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد ،  في قوله  [ ص: 8 ]  ( والصافات صفا   ) قال : هذا قسم أقسم الله به . 
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( فالزاجرات زجرا   ) فقال بعضهم : هي الملائكة تزجر السحاب تسوقه . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن عمرو  قال : ثنا أبو عاصم  قال : ثنا عيسى  وحدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد ،  في قوله ( فالزاجرات زجرا   ) قال : الملائكة  . 
حدثني محمد بن الحسين  قال : ثنا أحمد بن المفضل  قال : ثنا أسباط ،  عن  السدي ،  في قوله : ( فالزاجرات زجرا   ) قال : هم الملائكة  . 
وقال آخرون : بل ذلك آي القرآن التي زجر الله بها عما زجر بها عنه في القرآن . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة  قوله ( فالزاجرات زجرا   ) قال : ما زجر الله عنه في القرآن  . 
والذي هو أولى بتأويل الآية عندنا ما قال مجاهد ،  ومن قال هم الملائكة ، لأن الله - تعالى ذكره - ، ابتدأ القسم بنوع من الملائكة ، وهم الصافون بإجماع من أهل التأويل ، فلأن يكون الذي بعده قسما بسائر أصنافهم أشبه . 
وقوله ( فالتاليات ذكرا   ) يقول : فالقارئات كتابا . 
واختلف أهل التأويل في المعني بذلك ، فقال بعضهم : هم الملائكة . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن عمرو  قال : ثنا أبو عاصم  قال : ثنا عيسى ،  وحدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد   ( فالتاليات ذكرا   ) قال : الملائكة  . 
 [ ص: 9 ] حدثنا محمد بن الحسين  قال : ثنا أحمد بن المفضل  قال : ثنا أسباط ،  عن  السدي   ( فالتاليات ذكرا   ) قال : هم الملائكة  . 
وقال آخرون : هو ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم قبلنا . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة   ( فالتاليات ذكرا   ) قال : ما يتلى عليكم في القرآن من أخبار الناس والأمم قبلكم  . 
				
						
						
