القول في والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ( 7 ) تأويل قوله تعالى : ( تبصرة وذكرى لكل عبد منيب ( 8 ) )
وقوله ( والأرض مددناها ) يقول : والأرض بسطناها ( وألقينا فيها رواسي ) يقول : وجعلنا فيها جبالا ثوابت ، رست في الأرض ، ( وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) يقول - تعالى ذكره - : وأنبتنا في الأرض من كل نوع من نبات حسن ، وهو البهيج .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية بن صالح ، عن [ ص: 333 ] علي ، عن ابن عباس قوله ( بهيج ) يقول : حسن .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( وألقينا فيها رواسي ) والرواسي : الجبال ( وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) : أي من كل زوج حسن .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قلت لابن زيد ( البهيج ) : هو الحسن المنظر ؟ قال : نعم .
وقوله ( تبصرة ) يقول : فعلنا ذلك تبصرة لكم أيها الناس نبصركم بها قدرة ربكم على ما يشاء ، ( وذكرى لكل عبد منيب ) يقول : وتذكيرا من الله عظمته وسلطانه ، وتنبيها على وحدانيته ( لكل عبد منيب ) يقول : لكل عبد رجع إلى الإيمان بالله ، والعمل بطاعته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( تبصرة ) نعمة من الله يبصرها العباد ( وذكرى لكل عبد منيب ) : أي بقلبه إلى الله .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في قوله ( تبصرة وذكرى ) قال : تبصرة من الله .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( تبصرة ) قال : بصيرة .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن عطاء ومجاهد ( لكل عبد منيب ) قالا : مجيب .