[ ص: 375 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب    ( 38 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : ولقد خلقنا السموات السبع والأرض وما بينهما من الخلائق في ستة أيام ، وما مسنا من إعياء . 
كما حدثنا ابن حميد  قال : ثنا مهران  ، عن أبي سنان  ، عن أبي بكر  قال : جاءت اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : يا محمد  أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة؟ فقال : " خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء ، وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء ، وخلق السموات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعات ، يعني من يوم الجمعة ، وخلق في أول الثلاث الساعات الآجال ، وفي الثانية الآفة ، وفي الثالثة آدم ، قالوا : صدقت إن أتممت ، فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يريدون ، فغضب ، فأنزل الله ( وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون   )  . " 
قال : ثنا مهران  ، عن سفيان   ( وما مسنا من لغوب   ) قال : من سآمة . 
حدثني علي  قال : ثنا أبو صالح  قال : ثني معاوية  ، عن علي  ، عن ابن عباس  قوله ( وما مسنا من لغوب   ) يقول : من إزحاف  . 
حدثني محمد بن سعد  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس   : ( وما مسنا من لغوب   ) يقول : وما مسنا من نصب . 
حدثني محمد بن عمرو  قال : ثنا أبو عاصم  قال : ثنا عيسى  ، وحدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح ،   [ ص: 376 ] عن مجاهد  قوله ( وما مسنا من لغوب   ) قال : نصب . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة  قوله ( ولقد خلقنا السماوات والأرض   ) . . . الآية ، أكذب الله اليهود والنصارى وأهل الفرى على الله ، وذلك أنهم قالوا : إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، ثم استراح يوم السابع ، وذلك عندهم يوم السبت ، وهم يسمونه يوم الراحة . 
حدثنا ابن عبد الأعلى  قال : ثنا ابن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة  في قوله ( من لغوب   ) قالت اليهود : إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، ففرغ من الخلق يوم الجمعة ، واستراح يوم السبت ، فأكذبهم الله ، وقال ( وما مسنا من لغوب   ) . 
حدثت عن الحسين  قال : سمعت أبا معاذ  يقول : أخبرنا عبيد  قال : سمعت الضحاك  يقول في قوله ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام   ) كان مقدار كل ألف سنة مما تعدون  . 
حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  في قوله ( وما مسنا من لغوب   ) قال : لم يمسنا في ذلك عناء ، ذلك اللغوب . 
				
						
						
