القول في تأويل قوله تعالى ( ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون    ( 150 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني بقوله جل ثناؤه : "ولأتم نعمتي عليكم " ، ومن حيث خرجت من البلاد والأرض ، وإلى أي بقعة شخصت فول وجهك شطر المسجد الحرام  ، وحيث كنت ، يا محمد  والمؤمنون ، فولوا وجوهكم في صلاتكم شطره ،  [ ص: 208 ] واتخذوه قبلة لكم ، كيلا يكون لأحد من الناس - سوى مشركي قريش   - حجة ، ولأتم بذلك - من هدايتي لكم إلى قبلة خليلي إبراهيم  عليه السلام ، الذي جعلته إماما للناس - نعمتي ، فأكمل لكم به فضلي عليكم ، وأتمم به شرائع ملتكم الحنيفية المسلمة التي وصيت بها نوحا  وإبراهيم  وموسى  وعيسى  وسائر الأنبياء غيرهم . وذلك هو نعمته التي أخبر جل ثناؤه أنه متمها على رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به من أصحابه . 
وقوله : "ولعلكم تهتدون " ، يعني : وكي ترشدوا للصواب من القبلة . و "لعلكم " عطف على قوله : "ولأتم نعمتي عليكم " ، "ولأتم نعمتي عليكم " عطف على قوله : "لئلا يكون " . 
				
						
						
