القول في تأويل قوله تعالى : ( وأنه هو أمات وأحيا    ( 44 ) وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى   ( 45 ) من نطفة إذا تمنى   ( 46 ) وأن عليه النشأة الأخرى   ( 47 ) )  [ ص: 548 ] 
يقول - تعالى ذكره - : وأنه هو أمات من مات من خلقه ، وهو أحيا من حيا منهم . وعنى بقوله ( أحيا ) نفخ الروح في النطفة الميتة ، فجعلها حية بتصييره الروح فيها . 
وقوله ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى   ) يقول - تعالى ذكره - : وأنه ابتدع إنشاء الزوجين الذكر والأنثى ، وجعلهما زوجين  ، لأن الذكر زوج الأنثى ، والأنثى له زوج فهما زوجان ، يكون كل واحد منهما زوجا للآخر . 
وقوله ( من نطفة إذا تمنى   ) و " من " من صلة خلق . يقول - تعالى ذكره - : خلق ذلك من نطفة إذا أمناه الرجل والمرأة . 
وقوله ( وأن عليه النشأة الأخرى   ) يقول - تعالى ذكره - : وأن على ربك يا محمد  أن يخلق هذين الزوجين بعد مماتهم ، وبلاهم في قبورهم الخلق الآخر ، وذلك إعادتهم أحياء خلقا جديدا ، كما كانوا قبل مماتهم . 
				
						
						
