قال قوله ( أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " فيه " في التابوت " سكينة من ربكم " .
واختلف أهل التأويل في معنى " السكينة " .
فقال بعضهم : هي ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان .
ذكر من قال ذلك :
5665 - حدثنا عمران بن موسى قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال : حدثنا ، عن محمد بن جحادة سلمة بن كهيل ، عن أبي وائل ، عن قال : السكينة ريح هفافة لها وجه كوجه الإنسان . علي بن أبي طالب
5666 - حدثنا قال : حدثنا محمد بن بشار عبد الرحمن بن مهدي قال : حدثنا سفيان وحدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا سفيان عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الأحوص ، عن علي قال : السكينة لها وجه كوجه الإنسان ، ثم هي ريح هفافة .
5667 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال : حدثنا هشيم ، عن العوام بن حوشب ، عن سلمة بن كهيل ، عن في قوله : " علي بن أبي طالب فيه سكينة من ربكم " قال : ريح هفافة لها صورة . وقال يعقوب في حديثه : لها وجه . وقال : كوجه الإنسان . ابن المثنى
5668 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن سلمة بن كهيل قال : قال علي : السكينة لها وجه كوجه الإنسان ، وهي ريح هفافة . [ ص: 327 ]
5669 - حدثنا قال : حدثنا هناد بن السري أبو الأحوص ، عن ، عن سماك بن حرب خالد بن عرعرة قال : قال علي : السكينة ريح خجوج ، ولها رأسان .
5670 - حدثنا قال : حدثنا محمد بن المثنى محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن سماك قال : سمعت خالد بن عرعرة ، يحدث عن علي نحوه .
5671 - حدثنا قال : حدثنا ابن المثنى أبو داود قال : حدثنا شعبة ، ، وحماد بن سلمة وأبو الأحوص ، كلهم عن سماك ، عن خالد بن عرعرة ، عن علي نحوه .
وقال آخرون : لها رأس كرأس الهرة وجناحان .
ذكر من قال ذلك :
5672 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله تعالى : " فيه سكينة من ربكم " قال : أقبلت السكينة [ والصرد ] وجبريل مع إبراهيم من الشأم قال ابن أبي نجيح ، سمعت يقول : السكينة لها رأس كرأس الهرة وجناحان . مجاهدا
5673 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد نحوه .
5674 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد قال : السكينة لها جناحان وذنب . [ ص: 328 ]
5675 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : لها جناحان وذنب مثل ذنب الهرة .
وقال آخرون : بل هي رأس هرة ميتة .
ذكر من قال ذلك :
5677 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن ، عن بعض أهل العلم من وهب بن منبه بني إسرائيل قال : السكينة رأس هرة ميتة ، كانت إذا صرخت في التابوت بصراخ هر ، أيقنوا بالنصر وجاءهم الفتح .
وقال آخرون : إنما هي طست من ذهب من الجنة ، كان يغسل فيه قلوب الأنبياء .
ذكر من قال ذلك :
5678 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا الحكم بن ظهير ، عن ، عن السدي أبي مالك ، عن ابن عباس : " فيه سكينة من ربكم " قال : طست من ذهب من الجنة ، كان يغسل فيه قلوب الأنبياء .
5679 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن : " السدي فيه سكينة من ربكم " السكينة : طست من ذهب يغسل فيها قلوب الأنبياء ، أعطاها الله موسى ، وفيها وضع الألواح . وكانت الألواح - فيما بلغنا - من در وياقوت وزبرجد .
وقال آخرون : " السكينة " روح من الله تتكلم .
ذكر من قال ذلك :
5680 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا بكار [ ص: 329 ] بن عبد الله قال : سألنا فقلنا له : السكينة ؟ قال : روح من الله يتكلم ، إذا اختلفوا في شيء تكلم فأخبرهم ببيان ما يريدون . وهب بن منبه
5681 - حدثنا محمد بن عسكر قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا بكار بن عبد الله : أنه سمع فذكر نحوه . وهب بن منبه ،
وقال آخرون : " السكينة " ما يعرفون من الآيات فيسكنون إليه .
ذكر من قال ذلك :
5682 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن قال : سألت ابن جريج عطاء بن أبي رباح عن قوله : " فيه سكينة من ربكم " الآية ، قال : أما السكينة فما يعرفون من الآيات ، يسكنون إليها .
وقال آخرون : " السكينة " الرحمة .
ذكر من قال ذلك :
5683 - حدثت عن عمار بن الحسن قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع : " فيه سكينة من ربكم " أي رحمة من ربكم .
وقال آخرون : " السكينة " هي الوقار .
ذكر من قال ذلك :
5684 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " فيه سكينة من ربكم " أي وقار .
قال أبو جعفر : وأولى هذه الأقوال بالحق في معنى " السكينة " ما قاله عطاء بن أبي رباح : من الشيء تسكن إليه النفوس من الآيات التي يعرفونها . وذلك أن [ ص: 330 ] " السكينة " في كلام العرب " الفعيلة " من قول القائل : " سكن فلان إلى كذا وكذا " إذا اطمأن إليه وهدأت عنده نفسه " فهو يسكن سكونا وسكينة " مثل قولك : " عزم فلان هذا الأمر عزما وعزيمة " " وقضى الحاكم بين القوم قضاء وقضية " ومنه قول الشاعر :
لله قبر غالها ! ماذا يجن ؟ لقد أجن سكينة ووقارا
وإذا كان معنى " السكينة " ما وصفت ، فجائز أن يكون ذلك على ما قاله على ما روينا عنه ، وجائز أن يكون ذلك على ما قاله علي بن أبي طالب مجاهد على ما حكينا عنه ، وجائز أن يكون ما قاله وما قاله وهب بن منبه لأن كل ذلك آيات كافيات تسكن إليهن النفوس ، وتثلج بهن الصدور . وإذا كان معنى " السكينة " ما وصفنا ، فقد اتضح أن الآية التي كانت في التابوت ، التي كانت النفوس تسكن إليها لمعرفتها بصحة أمرها ، إنما هي مسماة بالفعل وهي غيره ، لدلالة الكلام عليه . السدي ؛