القول في تأويل قوله جل ثناؤه : ( إن الله على كل شيء قدير   ( 20 ) ) 
قال أبو جعفر :  وإنما وصف الله نفسه جل ذكره بالقدرة على كل شيء  في هذا الموضع ، لأنه حذر المنافقين بأسه وسطوته ، وأخبرهم أنه بهم محيط ، وعلى إذهاب أسماعهم وأبصارهم قدير . ثم قال : فاتقوني أيها المنافقون ، واحذروا خداعي وخداع رسولي وأهل الإيمان بي ، لا أحل بكم نقمتي ، فإني على ذلك وعلى غيره من الأشياء قدير . ومعنى " قدير " قادر ، كما معنى " عليم " عالم ، على ما وصفت فيما  [ ص: 362 ] تقدم من نظائره ، من زيادة معنى فعيل على فاعل في المدح والذم . 
				
						
						
