[ ص: 224 ]   ( قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس  ورحمة منا وكان أمرا مقضيا    ( 21 ) فحملته فانتبذت به مكانا قصيا    ( 22 ) ) 
( قال ) جبريل    : ( كذلك ) قيل : معناه كما قلت يا مريم  ولكن ، ( قال ربك ) وقيل هكذا قال ربك ، ( هو علي هين ) أي : خلق ولد بلا أب ، ( ولنجعله آية ) علامة ، ( للناس ) ودلالة على قدرتنا ، ( ورحمة منا ) ونعمة لمن تبعه على دينه ، ( وكان ) ذلك ، ( أمرا مقضيا    ) محكوما مفروغا عنه لا يرد ولا يبدل . قوله عز وجل : ( فحملته ) قيل : إن جبريل  رفع درعها فنفخ في جيبه فحملت حين لبست . 
وقيل : مد جيب درعها بأصبعه ، ثم نفخ في الجيب . 
وقيل : نفخ في كم قميصها . وقيل : في فيها . 
وقيل : نفخ جبريل  عليه السلام نفخا من بعيد فوصل الريح إليها فحملت بعيسى  في الحال ( فانتبذت به ) أي : تنحت بالحمل وانفردت ، ( مكانا قصيا ) بعيدا من أهلها . 
قال ابن عباس  رضي الله عنهما : أقصى الوادي ، وهو وادي بيت لحم ، فرارا من قومها أن يعيروها بولادتها من غير زوج . 
واختلفوا في مدة حملها ووقت وضعها    ; فقال ابن عباس  رضي الله عنهما : كان الحمل والولادة في ساعة واحدة . 
وقيل : كان مدة حملها تسعة أشهر كحمل سائر النساء .   [ ص: 225 ] 
وقيل : كان مدة حملها ثمانية أشهر ، وكان ذلك آية أخرى لأنه لا يعيش ولد يولد لثمانية أشهر ، وولد عيسى  لهذه المدة وعاش . 
وقيل : ولدت لستة أشهر . 
وقال مقاتل بن سليمان    : حملته مريم  في ساعة ، وصور في ساعة ، ووضعته في ساعة حين زالت الشمس من يومها ، وهي بنت عشر سنين ، وكانت قد حاضت حيضتين قبل أن تحمل بعيسى    . 
				
						
						
