( فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا ( 84 ) يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ( 85 ) ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ( 86 ) لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ( 87 ) )
( فلا تعجل عليهم ) أي لا تعجل بطلب عقوبتهم ( إنما نعد لهم عدا ) قال الكلبي : يعني الليالي والأيام والشهور والأعوام .
وقيل : الأنفاس التي يتنفسون بها في الدنيا إلى الأجل الذي أجل لعذابهم . يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ) أي : اذكر لهم يا قوله عز وجل ( محمد اليوم الذي يجمع فيه من اتقى الله في الدنيا بطاعته إلى الرحمن إلى جنته وفدا أي : جماعات جمع " وافد " مثل : راكب وركب وصاحب وصحب .
وقال ابن عباس : ركبانا . وقال : على الإبل . أبو هريرة
وقال : ما يحشرون والله على أرجلهم ، ولكن على نوق رحالها الذهب ونجائب سرجها يواقيت ، إن هموا بها سارت وإن هموا بها طارت . ( علي بن أبي طالب ونسوق المجرمين ) الكافرين ( إلى جهنم وردا ) أي : مشاة . وقيل : عطاشا قد تقطعت أعناقهم من العطش . " والورد " جماعة يردون الماء ولا يرد أحد الماء إلا بعد عطش . ( لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ) يعني لا إله إلا الله .
وقيل : معناه لا يشفع الشافعون إلا لمن اتخذ عند الرحمن عهدا يعني : المؤمنين كقوله : " لا يشفعون إلا لمن ارتضى " ( الأنبياء : 28 ) . [ ص: 256 ]
وقيل : لا يشفع إلا من شهد أن لا إله إلا الله أي لا يشفع إلا المؤمن .