[ ص: 333 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79nindex.php?page=treesubj&link=28992_31973_31966ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين ( 79 ) )
قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79ففهمناها سليمان ) أي علمناه القضية وألهمناها
سليمان ، ( وكلا ) يعني
داود وسليمان ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79آتينا حكما وعلما ) قال
الحسن : لولا هذه الآية لرأيت الحكام قد هلكوا ولكن الله حمد هذا بصوابه وأثنى على هذا باجتهاده . واختلف العلماء في أن
nindex.php?page=treesubj&link=31966حكم داود كان بالاجتهاد أم بالنص وكذلك حكم
سليمان .
فقال بعضهم فعلا بالاجتهاد وقالوا يجوز
nindex.php?page=treesubj&link=22271الاجتهاد للأنبياء ليدركوا ثواب المجتهدين إلا أن
داود أخطأ وأصاب
سليمان . وقالوا يجوز
nindex.php?page=treesubj&link=22291_22271الخطأ على الأنبياء إلا أنهم لا يقرون عليه فأما العلماء فلهم الاجتهاد في الحوادث إذا لم يجدوا فيها نص كتاب أو سنة وإذا أخطأوا فلا إثم عليهم [ فإنه موضوع عنهم ] لما أخبرنا
عبد الوهاب بن محمد الخطيب ، أخبرنا
عبد العزيز بن أحمد الخلال ، أخبرنا
أبو العباس الأصم ، أخبرنا
الربيع بن سليمان أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز بن محمد ، عن
يزيد بن عبد الله بن الهادي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم التيمي ، عن
بشر [ ص: 334 ] ابن سعيد ، عن
أبي عن
قيس مولى عمرو بن العاص ، عن
عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502437 " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر " .
وقال قوم إن
داود وسليمان حكما بالوحي وكان حكم
سليمان ناسخا لحكم
داود ، وهذا القائل يقول لا يجوز للأنبياء الحكم بالاجتهاد لأنهم مستغنون عن الاجتهاد بالوحي وقالوا لا يجوز الخطأ على الأنبياء واحتج من ذهب إلى أن كل مجتهد مصيب بظاهر الآية وبالخبر حيث وعد الثواب للمجتهد على الخطأ وهو قول أصحاب الرأي وذهب جماعة إلى أنه ليس كل مجتهد مصيبا بل إذا
nindex.php?page=treesubj&link=22291اختلف اجتهاد مجتهدين في حادثة كان الحق مع واحد لا بعينه ولو كان كل واحد مصيبا لم يكن للتقسيم معنى وقوله عليه السلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502438 " وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " ، لم يرد به أنه يؤجر على الخطأ بل يؤجر على اجتهاده في طلب الحق لأن اجتهاده عبادة والإثم في الخطأ عنه موضوع إذا لم يأل جهده .
أخبرنا
عبد الواحد المليحي ، أخبرنا
أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا
محمد بن يوسف ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، أخبرنا
أبو اليمان ، أخبرنا
شعيب ، عن
الزهري ، أخبرنا
أبو الزناد ، عن
عبد الرحمن الأعرج أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502439كانت امرأتان معهما ابناهما فجاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنك وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان وأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله فهو ابنها فقضى به للصغرى " .
قوله عز وجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير ) أي وسخرنا
nindex.php?page=treesubj&link=31956_31958الجبال والطير يسبحن مع داود إذا سبح قال
ابن عباس : كان يفهم تسبيح الحجر والشجر قال
وهب : كانت الجبال تجاوبه بالتسبيح وكذلك الطير وقال
قتادة : يسبحن أي يصلين معه إذا صلى وقيل : كان
داود إذا فتر يسمعه الله تسبيح الجبال والطير لينشط في التسبيح ويشتاق إليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79وكنا فاعلين )
[ ص: 335 ] يعني ما ذكر من التفهيم وإيتاء الحكم والتسخير
[ ص: 333 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79nindex.php?page=treesubj&link=28992_31973_31966فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ( 79 ) )
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ) أَيْ عَلَّمْنَاهُ الْقَضِيَّةَ وَأَلْهَمْنَاهَا
سُلَيْمَانَ ، ( وَكُلًّا ) يَعْنِي
دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ) قَالَ
الْحَسَنُ : لَوْلَا هَذِهِ الْآيَةُ لَرَأَيْتُ الْحُكَّامَ قَدْ هَلَكُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ حَمِدَ هَذَا بِصَوَابِهِ وَأَثْنَى عَلَى هَذَا بِاجْتِهَادِهِ . وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31966حُكْمَ دَاوُدَ كَانَ بِالِاجْتِهَادِ أَمْ بِالنَّصِّ وَكَذَلِكَ حُكْمُ
سُلَيْمَانَ .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ فِعْلًا بِالِاجْتِهَادِ وَقَالُوا يَجُوزُ
nindex.php?page=treesubj&link=22271الِاجْتِهَادُ لِلْأَنْبِيَاءِ لِيُدْرِكُوا ثَوَابَ الْمُجْتَهِدِينَ إِلَّا أَنَّ
دَاوُدَ أَخْطَأَ وَأَصَابَ
سُلَيْمَانُ . وَقَالُوا يَجُوزُ
nindex.php?page=treesubj&link=22291_22271الْخَطَأُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يُقِرُّونَ عَلَيْهِ فَأَمَّا الْعُلَمَاءُ فَلَهُمُ الِاجْتِهَادُ فِي الْحَوَادِثِ إِذَا لَمْ يَجِدُوا فِيهَا نَصَّ كِتَابٍ أَوْ سَنَةٍ وَإِذَا أَخْطَأُوا فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِمْ [ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ عَنْهُمْ ] لِمَا أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ ، أَخْبَرَنَا
الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16379عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِي ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16900مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
بِشْرِ [ ص: 334 ] ابْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ
أَبِي عَنْ
قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ العاصِ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ العاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502437 " إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ " .
وَقَالَ قَوْمٌ إِنَّ
دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ حَكَمَا بِالْوَحْيِ وَكَانَ حُكْمُ
سُلَيْمَانَ نَاسِخًا لِحُكْمِ
دَاوُدَ ، وَهَذَا الْقَائِلُ يَقُولُ لَا يَجُوزُ لِلْأَنْبِيَاءِ الْحُكْمُ بِالِاجْتِهَادِ لِأَنَّهُمْ مُسْتَغْنُونَ عَنِ الِاجْتِهَادِ بِالْوَحْيِ وَقَالُوا لَا يَجُوزُ الْخَطَأُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَاحْتَجَّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبٌ بِظَاهِرِ الْآيَةِ وَبِالْخَبَرِ حَيْثُ وَعَدَ الثَّوَابَ لِلْمُجْتَهِدِ عَلَى الْخَطَأِ وَهُوَ قَوْلُ أَصْحَابِ الرَّأْيِ وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبًا بَلْ إِذَا
nindex.php?page=treesubj&link=22291اخْتَلَفَ اجْتِهَادُ مُجْتَهِدِينَ فِي حَادِثَةٍ كَانَ الْحَقُّ مَعَ وَاحِدٍ لَا بِعَيْنِهِ وَلَوْ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مُصِيبًا لَمْ يَكُنْ لِلتَّقْسِيمِ مَعْنًى وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502438 " وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ " ، لَمْ يَرِدْ بِهِ أَنَّهُ يُؤْجَرُ عَلَى الْخَطَأِ بَلْ يُؤْجَرُ عَلَى اجْتِهَادِهِ فِي طَلَبِ الْحَقِّ لِأَنَّ اجْتِهَادَهُ عِبَادَةٌ وَالْإِثْمُ فِي الْخَطَأِ عَنْهُ مَوْضُوعٌ إِذَا لَمْ يَأْلُ جُهْدَهُ .
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَاحِدِ الْمَلِيحِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الزِّنَادِ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ أَنَّهُ سَمِعَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=3502439كَانَتِ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا فَجَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ صَاحِبَتُهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكَ وَقَالَتِ الْأُخْرَى إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ وَأَخْبَرَتَاهُ فَقَالَ ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا فَقَالَتِ الصُّغْرَى لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَهُوَ ابْنُهَا فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى " .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ) أَيْ وَسَخَّرْنَا
nindex.php?page=treesubj&link=31956_31958الْجِبَالَ وَالطَّيْرَ يُسَبِّحْنَ مَعَ دَاوُدَ إِذَا سَبَّحَ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ يَفْهَمُ تَسْبِيحَ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ قَالَ
وَهْبٌ : كَانَتِ الْجِبَالُ تُجَاوِبُهُ بِالتَّسْبِيحِ وَكَذَلِكَ الطَّيْرُ وَقَالَ
قَتَادَةُ : يُسَبِّحْنَ أَيْ يُصَلِّينَ مَعَهُ إِذَا صَلَّى وَقِيلَ : كَانَ
دَاوُدُ إِذَا فَتَرَ يُسْمِعُهُ اللَّهُ تَسْبِيحَ الْجِبَالِ وَالطَّيْرِ لِيَنْشَطَ فِي التَّسْبِيحِ وَيَشْتَاقَ إِلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=79وَكُنَّا فَاعِلِينَ )
[ ص: 335 ] يَعْنِي مَا ذَكَرَ مِنَ التَّفْهِيمِ وَإِيتَاءِ الْحُكْمِ وَالتَّسْخِيرِ