[ ص: 87 ]   ( ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب    ( 26 ) وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار    ( 27 ) أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار    ( 28 ) ) 
قوله تعالى : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض     ) تدبر أمور العباد بأمرنا ، ( فاحكم بين الناس بالحق    ) بالعدل ، ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب    ) أي بأن تركوا الإيمان بيوم الحساب . وقال الزجاج    : بتركهم العمل لذلك اليوم . 
وقال عكرمة   والسدي    : في الآية تقديم وتأخير ، تقديره : لهم عذاب شديد يوم الحساب بما نسوا ، أي : تركوا القضاء بالعدل . 
( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا    ) قال ابن عباس    : لا لثواب ولا لعقاب . ( ذلك ظن الذين كفروا    ) يعني : أهل مكة   هم الذين ظنوا أنهم خلقوا لغير شيء ، وأنه لا بعث ولا حساب ( فويل للذين كفروا من النار    ) . 
( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض    ) قال مقاتل    : قال كفار قريش  للمؤمنين : إنا نعطى في الآخرة من الخير ما يعطون ، فنزلت هذه الآية ( أم نجعل المتقين كالفجار    ) أي المؤمنين كالكفار وقيل : أراد بالمتقين أصحاب محمد    - صلى الله عليه وسلم - أي : لا نجعل ذلك . 
				
						
						
