[ ص: 61 ]   ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون     ( 13 ) ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون    ( 14 ) أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون    ( 15 ) ) 
( أأشفقتم أن تقدموا    ) قال ابن عباس    : أبخلتم ؟ والمعنى : أخفتم العيلة والفاقة إن قدمتم ( بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا    ) ما أمرتم به ( وتاب الله عليكم    ) تجاوز عنكم ولم يعاقبكم بترك الصدقة ، وقيل " الواو " صلة مجازه : فإن لم تفعلوا تاب الله عليكم ونسخ الصدقة [ قال مقاتل بن حيان    : كان ذلك عشر ليال ثم نسخ ] وقال الكلبي    : ما كانت إلا ساعة من نهار . 
( فأقيموا الصلاة    ) المفروضة ( وآتوا الزكاة    ) الواجبة ( وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون  ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم    ) نزلت في المنافقين تولوا اليهود وناصحوهم ونقلوا أسرار المؤمنين إليهم . وأراد بقوله : " غضب الله عليهم    " اليهود ( ما هم منكم ولا منهم    ) يعني المنافقين ليسوا من المؤمنين في الدين والولاء ، ولا من اليهود والكافرين ، كما قال : " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء    " ( النساء - 143 ( ويحلفون على الكذب وهم يعلمون    ) قال  السدي  ومقاتل    : نزلت في عبد الله بن نبتل  المنافق كان يجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يرفع حديثه إلى اليهود ،  فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجرة من حجره إذ قال : يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعيني شيطان ، فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق العينين فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " علام تشتمني أنت وأصحابك " ؟ فحلف بالله ما فعل وجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه فأنزل الله - عز وجل - هذه الآيات ، فقال : " ويحلفون على الكذب وهم يعلمون    " أنهم كذبة . 
( أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون    ) . 
				
						
						
