[ ص: 159 ]  [ ص: 160 ]  [ ص: 161 ] سورة التحريم 
مدنية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
(   ( ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم     ( 1 ) ) 
( ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم    ) وسبب نزولها ما أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  حدثنا  محمد بن إسماعيل ،  حدثنا عبيد الله بن إسماعيل ،  حدثنا أبو أسامة ،  عن هشام ،  عن أبيه ، عن عائشة  رضي الله عنها قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلواء [ ويحب ] العسل وكان إذا صلى العصر جاز على نسائه فيدنو منهن ، فدخل على حفصة  فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس ، فسألت عن ذلك فقيل لي : أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها شربة ، فقلت : أما والله لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة ،  وقلت : إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له : يا رسول الله أكلت مغافير ؟ فإنه سيقول : لا فقولي له : ما هذه الريح وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشتد عليه أن يوجد منه الريح ، فإنه سيقول : سقتني حفصة  شربة عسل ، فقولي له : جرست نحله العرفط ، وسأقول ذلك وقوليه أنت يا صفية ،  فلما دخل على سودة ،  تقول سودة    : والله الذي لا إله إلا هو لقد كدت أن أباديه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب ، فرقا منك فلما دنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت : يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال : لا ، قلت : فما بال هذه الريح ! قال : سقتني حفصة  شربة عسل ، قالت : جرست نحله العرفط ، فلما دخل علي قلت له مثل ذلك ، ودخل على صفية   [ ص: 162 ] فقالت له مثل ذلك ، فلما دخل على حفصة  قالت له : يا رسول الله ألا أسقيك منه قال : لا حاجة لي به تقول سودة    : سبحان الله لقد حرمناه ، قالت : قلت لها : اسكتي 
أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  حدثنا  محمد بن إسماعيل ،  حدثنا الحسن بن محمد الصباح ،  حدثنا الحجاج  عن  ابن جريج  قال : زعم عطاء  أنه سمع  عبيد بن عمير  يقول سمعت عائشة  رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يمكث عند زينب بنت جحش  ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا  وحفصة  أن أيتنا دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلتقل إني أجد منك ريح مغافير ، أكلت مغافير ؟ فدخل على إحداهما فقالت له ذلك ، فقال : لا بأس شربت عسلا عند زينب بنت جحش  ولن أعود له ، فنزلت : ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك  إلى قوله : إن تتوبا إلى الله   لعائشة   وحفصة    ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا    ) لقوله : بل شربت عسلا 
وبهذا الإسناد قال : حدثنا  محمد بن إسماعيل ،  أخبرنا إبراهيم بن موسى ،  أخبرنا هشام بن يوسف ،  عن  ابن جريج ،  عن عطاء  بإسناده وقال : قال : لا ولكن كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش  فلن أعود له ، وقد حلفت ، لا تخبري بذلك أحدا ، يبتغي بذلك مرضاة أزواجه . 
وقال المفسرون : وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم بين نسائه فلما كان يوم حفصة  استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في زيارة أبيها فأذن لها ، فلما خرجت أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جاريته مارية القبطية  فأدخلها بيت حفصة ،  فوقع عليها فلما رجعت حفصة  وجدت الباب مغلقا فجلست عند الباب فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووجهه يقطر عرقا ،  وحفصة  تبكي فقال : ما يبكيك ؟ فقالت : إنما أذنت لي من أجل هذا أدخلت أمتك بيتي ، ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي ، أما رأيت لي حرمة وحقا ؟ ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أليست هي جاريتي أحلها الله لي ؟ اسكتي فهي حرام علي ألتمس بذاك رضاك ، فلا تخبري بهذا امرأة منهن . فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرعت حفصة  الجدار الذي بينها وبين عائشة  فقالت : ألا أبشرك إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد   [ ص: 163 ] حرم عليه أمته مارية ،  وإن الله قد أراحنا منها وأخبرت عائشة  بما رأت ، وكانتا متصافيتين متظاهرتين على سائر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فغضبت عائشة  فلم تزل بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - حتى حلف أن لا يقربها فأنزل الله - عز وجل - " ياأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك    " يعني العسل ومارية    " تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم    " وأمره أن يكفر يمينه ويراجع أمته ، فقال : 
				
						
						
